صحن فتاوى مُشكلة!!
التاريخ
2010-08-16التاريخ الهجرى
14310906المؤلف
الخلاصة
لقد ارتبط شهر رمضان الكريم ارتباطاً شديداً ومتنوعاً في كل بلد من البلدان العربية والإسلامية بقائمة طويلة وعريضة لأنواع المأكولات والتي كأن قيمتها أو طعمها يصل إلى ذروة الرغبة في هذا الشهر الذي يتوقف فيه كل مسلم عن تناول الطعام من فجر ذلك اليوم إلى غروبه. وكأن مخيلة الصائم قد أخذت وبقدرة قادر لا تشاهد إلا الفقراء والجوعى وذوي الحاجة وهي التي تعتمد عليها فكرة الصيام منذ الأزل الاحساس بالجوع الذي يشعرك بالجائع الآخر. وكما أن رمضان يرتبط في ذاكرتنا بأشياء كثيرة نستعيد تذكرها من وقت لآخر وربما نفتقد على مائدتنا عزيزاً رحل أو قريباً انتقل إلى رحمة ربنا الواسعة، هناك غصة في القلب عندما نتذكر من رحلوا، لكن ليس لدينا ما نملكه إلا الدعاء بالمغفرة والرحمة. وارتبط شهر رمضان في الآونة الأخيرة بسيل المسلسلات الجيد منها والهابط وما بينهما ، ولكلّ جمهوره ولكل من يشجعه حسب ثقافته ونهمه وهي بضاعة لا تكلفك إلا ضغطة زر لتنتقل من المعقول إلى اللامعقول. ورمضان أغدق علينا مجموعة من الدعاة والمحدثين والمقرئين من وجد في داخله ضعفا أمام هذه الأنوار وأمام هذه الدعايات وهذا القبول الحسن من جمهور حقيقي أو جمهور تتم تعبئته منذ زمن بعيد في برمجة مكشوفة ومعروفة وتعزف على وتر الدين الذي هو جزء من نسيجنا بل هو الجزء الأكبر من علمنا وثقافتنا ولكن لأنهم مع هذا الكم الهائل من الضوء ومن المال ومن الشهرة أضاعوا الطريق القويم، وأضاعوا الكثير معهم فإذا بهم يرفعون أنفسهم إلى مستوى الفتيا وهي مهمة دينية خطيرة لأن نتيجتها النهائية هي المساس بمصالح الناس وأمور دينهم ودنياهم، افتتح كل منهم مطعماً في إحدى الفضائيات واعتمر بشتاً يزداد عرض «الزري» فيه سنة عن سنة، ثم بدأ يطبخ الفتاوى ويقدمها للجائع والعطشان الذي وصلت به الحال لأنْ يؤمن إيماناً منقطع النظير بأن الشيخ فلان الذي قال، ونسي أن هناك كتاباً من الله عز وجل وأن هناك أحاديث عن رسول الله وأن هناك علماء على قدر من العلم والتقوى والصدق ، والمكتبات تضج بكتبهم كما أن «قوقل» رفع الله مقداره قد منحنا جميعاً حرية البحث وحرية المقارنة دون أن يوجهنا شيخ كائناً من كان إلى جهل يقود الأمة والوطن والدين إلى مهالك، أدركها الحاكم الرائع خوفاً على الدين بادئ ذي بدء وثانياً على الوطن والمواطن الذي ندرك أن الدولة يحفظها الله قد قدمت الكثير لأن يكون المواطن والوطن على المستوى الذي يليق بنا لا أن نكون عنواناً للإرهاب والقتل والبغض،.. إن الجهل بكل ما يجدّ في هذا العالم الذي يتغير دقيقة بدقيقة وهذا العلم الذي يتطور بشكل مذهل لابد له من فهم ديني متطور يفتح قلبه قبل عينه، أبشّركم أن عبدالله بن عبدالعزيز قام وفي أول هذا الشهر بإغلاق مطاعم الفتاوى بشتى أشكالها خوفاً على صحة عقل الإنسان.. وسلامتكم.
الرابط
صحن فتاوى مُشكلة!!المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
742385النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15393المؤلف
محمد علوانتاريخ النشر
20100816الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية