الحوار المنقوص!!

Abstract

الاثنين, 15 ديسمبر 2008غانم محمد الحمر - الباحةمقالات وتقارير وأخبار وتحقيقات صحافية (بالهبل) تنتقد أداء بعض الأجهزة والمؤسسات. ولكن ليس ثمة ردة فعل من الأخيرة سوى (اخفض رأسك حتى تذهب العاصفة إلى مكان آخر)، ثم استمر على ما كنت عليه، وبالتالي تراجعت سلطة الصحافة من السلطة الرابعة إلى السلطة الرابعة عشرة ربما، ولم يعد هناك ما يشفي غليل القارئ، أو يروي ظمأه نحو تسليط الضوء على ما يعانيه من مشاكل عبر الصحافة وإيجاد حلول لها. إن وجوم الكثير من الجهات الرسمية او الخدمية واحجامها عن التوضيح، وانزواءها بعيدًا في الركن البعيد الهادئ شجّع حتى المؤسسات الخاصة والشركات الكثيرة على حذو نفس الطريق في البُعد عن أضواء الصحافة وإزعاجها وتفضيلها الانفراد بالمواطن او العميل وكليهما يتمتعان بقراءة قصصهما الموجعة يوميًّا في الجرائد دون جدوى، ولكي أكون منصفًا من ناحية التفاعل!! فإنني لا أنكر ورود ردود وتفاعل من الجهات التي يتم انتقادها، ولكنه يجيء غالبًا بشكل انتقائي وعلى طريقة (اذا اكتالوا على الناس يستوفون ..). فيتم الرد عاجلاً وصاخبًا ولكنه يركز فقط على الجزئية الصغيرة التي اجادت فيها الجهة وابدعت، ويسكت عن بقية الانتقادات المهمة التي تبين وجوه التقصير والخلل، ثم يذيل الرد في النهاية بالعبارة المعهودة بأننا دائمًا نحرص على خدمة المواطن أو العميل (أيّهما يأتي أولاً!!) . ولكي اختصر الموضوع اكثر – للقارئ الكريم – فتجاوب المؤسسات العامة والخاصة في بلدنا مع الصحافة يشبه الى حد كبير إجابة الطالب الكسول في ورقة الامتحان على سؤالين فقط من ضمن سبعة اسئلة !!.ان اعتراف المسؤول بالخطأ او التقصير ودخوله ساحة الحوار دليل شجاعة وثقة بالنفس، ويوحي للمتلقي بأن وراء هذا الاعتراف نية وعزمًا على احداث تغيير للافضل، والواقع يشهد بأن اكثر المسؤولين اعترافًا هم اكثرهم نجاحًا وابداعًا وتوهجًا وحبًا من الناس .وأخيرًا فكلنا يعلم بأن رجل الحوار الاول بالعالم، والذي اسس لحوار الاديان وقبلها أسس لحوار منتجي ومستهلكي النفط، وصاحب مبادرة السلام العربية، ومؤسس الحوار الوطني هو مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله- ونحن نتطلع من كل المؤسسات الوطنية حكومية وخاصة ممثلة بإدارات علاقاتها العامة بالتجاوب غير المنقوص مع كل ما يُنشر من تحقيقات ومطالب.