ماذا حققنا حتى الان في حربنا على حمى الضنك ؟

Abstract

عبدالرحمن بن عبدالعزيز العثمان ماذا حققنا حتى الآن في حربنا على حمى الضنك؟ أصبحت حمى الضنك تشكل هاجساً صحياً مقلقاً لدى المواطن والمقيم في محافظة جدة بعد الإعلان عن عشرات الإصابات خلال الشهرين الماضيين وبما يوازي عدد الإصابات في العام الماضي بكامله، وإذا كانت هذه الهجمة الجديدة لحمى الضنك ليست الأولى، إلا أنه أصبح القضاء عليها يبدو أكثر صعوبة من المرة السابقة التي شهدتها مدينة جدة قبل بضع سنوات لعدة أسباب يمكن تفهم دواعيها، خاصة فيما يتعلق بزيادة مساحات المستنقعات والمياه الراكدة وتأخر إنهاء مشروع الصرف الصحي. وفي اعتقادي فإنه لابد من ربط هذا الموضوع بحدثين هامين أولهما ما أشار إليه معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد أمين مدني عقب جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الاثنين 13 صفر 1427هـ والتي اطلع فيها المجلس على محضر اللجنة الوزارية المشكلة بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لدراسة احتياجات محافظة جدة لمواجهة أخطار حمى الضنك وتوفير أنجح السبل لمعالجتها، وموافقة المجلس على توصية تلك اللجنة والإسراع في تنفيذ المشروعات المقترحة لتحقيق هذه الغاية بشكل فوري وعاجل وصولاً إلى حل جذري فاعل وشامل لهذه المشكلة الناجمة عن عدم استكمال مشروعات الصرف الصحي. أما الحدث الثاني فيتعلق بطلب خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء الاثنين 20 صفر 1427هـ استعراض أداء الوزارات المختصة في تنفيذ المشاريع التي اعتمدت لتحسين وتطوير المرافق الخدمية العاجلة اعتماداً على الأموال التي تم رصدها لتلك المشاريع من فائض ميزانيتي 24/1425هـ و25/1426هـ، وأيضاً من الفائض حتى 1427هـ، وتأتي أهمية هذا الربط من الحقيقة التي يمكن أن نلمسها بعد مرور شهر تقريباً على إعلان الحرب على البعوض الناقل لحمى الضنك دون أن نلمس نتائج أو مظاهر على أن تلك الحرب قد اندلعت بالفعل! ولاشك أن هذين الحدثين المكملين لبعضهما البعض في المعنى والمضمون والهدف يؤكدان على حقيقتين. الحقيقة الأولى تتعلق بحرص خادم الحرمين الشريفين على توفير كافة مقومات الأمن الصحي والبيئي للوطن والمواطن وبما يوفر المناخ الملائم لتحقيق شروط وعوامل نجاح التنمية المستدامة، والحقيقة الثانية ما جدوى مجرى السيل الذي يشق جدة ولماذا يظل غير مغطى..؟ تتعلق بحرصه....