إذا الموءودة سُئلت في سوق عكاظ!

Abstract

الجمعة, 22 أغسطس 2008د.جميل مغربيبكت الأقلام على صدر الورق، تنشد إعادة بعث سوق عكاظ، ولكنها لم تتوقع هذا الخداج الذي أتى مسخًا لنموذج خالد يتجسّد في أذهان المثقفين في سائر أنحاء العالم، ممّن تعاطوا مع نماذج الأدب العربي الخالدة في شعر المعلّقات،أو في ميدان الأمثال السائرة التي جابت رحلة ألفي عام، وظلّت تتردد على ألسنة المثقفين. ويبدو أنه قد سبق السيف العذل، كما ترددت أصداؤه في أجواء عكاظ، عاد صداه في المحفل الثقافي المعاصر.لقد ارتبط عكاظ بمكة المكرمة مكانًا، وبالحج زمانًا، وبقريش إشرافًا وإدارةً.حيث ينصرف الناس من مجنة في سرف (النورة حاليًّا) على طريق مكة المكرمة وادي فاطمة، ويتجهون صوب عكاظ، ثم يعودون إلى ذي المجاز على مقربة من عرفات في رحلة تبدأ من شهر ذي القعدة، وتنتهي في الثامن من ذي الحجة، حيث يهرعون إلى الموقف في عرفات.وتولّى الصحابي الجليل خِدْنُ الرسول صلى الله عليه وسلم في الجاهلية والإسلام حكيم بن حزام مسؤولية الإشراف على عكاظ، وشهد الرسول صلى الله عليه وسلم قس بن ساعدة الإيادي يخطب في عكاظ خطبته المشهورة على جمل أورق: (أيُّها الناس اسمعوا وعوا.. من عاش مات، ومن مات فات.. وكل ما هو آت آت.. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج.....).ومع ذلك فإن قريشًا عالجت قيام سوق عكاظ بأداء مهامه وممارسة دوره بمنهج عالمي، ومنحى إنساني نتطلع إلى إعادة سيرته الأولى.لم يخلد بين أسماء شعراء المعلّقات شاعر قرشي وهم أصحاب اللغة النموذجية في ميدان الأدب عامة والشعر خاصة، بل عرف الخلود الشعري طرفة بن العبد من عبد قيس على تخوم الشاطئ الشرقي للجزيرة، وعنترة بن شداد المرفوض البنوة من أبيه شداد، والمرفوض المصاهرة من عمّه والد محبوبته عبلة.وزاوجت قريش في عكاظ بين الشعر في صورة المعلقات، والنثر في صورة الخطب والأمثال، كما زاوجت بين الأدب والاقتصاد في صورة البيع والشراء.وأناطت مسؤولية الحكم إلى النابغة الذبياني، وضربت له قبة حمراء من أدم. وقصص الحكومات والمنافحات أشهر من أن يُعاد ذكرها.لا أودّ التقليل من شأن سوق عكاظ، ولكنني أتوق لرؤيته محققًا لطموحاتنا الثقافية عربيًّا وإسلاميًّا، من خلال انفتاح إنساني. ولعل في ما أورده أخي الدكتور عالي القرشي ما يدعم هذا الطرح الثقافي، حينما صوّر المؤتمر على أنه تمهيد لتطلعات مستقبلية.وأودّ التذكير بأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة....