الشورى في حالة انتظار لخارطة طريق إعلامية

Abstract

الشورى في حالة انتظار لخارطة طريق إعلامية!! عبدالله الطويرقي* أتلطّف الله كثيراّ كلما كان مجلس الشورى مادة ساخنة للإعلام هنا أو موضوع ساعة تتابعه وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العربية والأجنبية ،لا لشيء وإنما خوفا من ظهور مسؤول أو عضو فيه يسرد كلاما مكرورا عن إنجازات المجلس التشريعية والتنظيمية دون أن يقول جملة مفيدة عن المسألة المطروحة أو الموضوع المثار حديث الرأي والقص الإخباري الآني..وأتلّطف الله أكثر وأكثر كلما ظهر بيان إعلامي من المجلس يتناول شأنا محليّا مقلقا كوضع سوق المال مثلا أو قضية رأي عام تتابعها أوساط نخبوية وشعبية هنا لا لشيء وإنما وجلا من أكوام التساؤلات والتعمية والاختزال المخلة للرسالة الجماهيرية في الوقت الذي لابد وأن تكون شارحة مفسّرة وقابلة للهضم الذهني من العاديين من الناس في المجتمع..فالمجلس حتى اللحظة يقدّم رجلاً ويؤخر أخرى في مسألة السياسة الإعلامية له..وطبيعي جدا أن تفضي حالة التردّد هذه لمزيد من البيانات المرتبكة والتي لا تثقف جمهورا ولا توصل معلومة ناهيك عن جذب اهتمام صحافي أو كاتب رأي في مجال السياسات العامة والمحليّة في إعلامنا..المجلس اليوم يدلف لسنته النيابية الثانية /الدورة الرابعة وسياسته الإعلامية تراوح على أجندة المؤجلات لأسباب غير مفهومة على ما يبدو حتى للمجلس نفسه..وعلى الرغم من كل ما كتب في صحافة الرأي هنا في الوطن وفي غيرها من صحفنا عن الحالة الإعلامية التقليدية للمجلس والتي من المتعذّر معها تفاعل الشارع وقادة الرأي في البلد ووسائل الإعلام من ورائهم مع دور ومهام المجلس اليوم الذي يعده المواطنون هنا مسؤولا عن واقعهم قبل الحكومة بحكم وجود أفضل خبرات البلد فيه ولقدرته على الوصول لصانع القرار في مؤسسات الدولة بحكم السلطة التي تخوّله تبنّي تنظيمات وبرامج عمل واقتراح تشريعات تواكب أوضاع البلد المتسارعة.. الغريب في هذه الحالة،أن المجلس في حالة انتظار لخارطة طريق إعلامية من ولي الأمر ورأس السلطة السياسية في البلد ليتحرّك بموجبها مع الرأي العام هنا وخارج الحدود ويتعاطى من خلالها مع النظم الإعلامية المحلية والعالمية..ويبدو أن المجلس فعلا يريد من الدولة أن تزوّده-وهو الجهاز التشريعي والرقابي في البلد- بخارطة طريق واضحة الأسقف محدّدة التخوم وبالأخص في زمن تعاظمت فيه سلطة الإعلام في الحياة السياسية وتزايد نفوذه في تشكيل الرأي العام وفي....