المؤتمر ... نفحات الملك !

Abstract

مارس الملك عبدالله سلمه الله منذ توليه الحكم سياسات متفردة لم تمارسها ملكيات قبل الملكية السعودية، ولم تتبنها أنظمة حكم من قبل! ففي الممارسات السياسية المتناقلة عبر التاريخ.. كان للسياسة شأن آخر غير أن تكون على طبق من الأحاسيس والمشاعر والإنسانيات! كان للسياسة شأن آخر غير أن تكون ممزوجة بالحس النابض، والأفكار الروحانية المتعلقة بالروح والضمير والأخلاق! للسياسة عند الآخرين مفهوم آخر، وعند الملك عبدالله السياسة لها حس وشعور وقيم ومبادئ وإنسانيات وأخلاقيات وأحضان احتواء مفتوحة بالحلم الجميل والصبر الطويل ليس فيها سياط تعذيب.. ولا مراوغات تكشر عن أنياب في صورة ابتسامات! ناس صنعتهم ألاعيب السياسة وناس صنعوا للسياسة قيمة ومصداقية وأصولًا! لذلك هو في حكمه متفرد ومنفرد. فحين مارس حفظه الله سياسته جعلها خاصية متميزة لها رائحة الندى المعطر، وأريج الخزامى وعبق الفل والياسمين.. سياسة خارجة من عمق الأخلاق، ومن وسط الأحاسيس ومن محيط الإخوانيات والوجدانيات المؤطرة بمجموعة من القيم السامية والمبادئ النبيلة. فكان مثلاً الحوار عنده ضرورة الضرورات.. ومنهجية لا تعادلها منهجية أخرى.. فهو للين أقرب وللنبل مثل يحتذى به ويتمثل فيه.. لا ينتمي إلى فصائل الحكم التي ترى أن غطرسة القوة أهم من ليونة الحوار.. بل هو صاحب مبدأ الحوار قوة وليس ضعفًا.. ترسخ عنده هذا المبدأ قناعة ومارسه قولًا وفعلًا.. فأعلن على الملأ قناعته بالحوار كوسيلة لردم الفجوات على طريق الإنسان في الأرض، وأول ما ظهر تطبيقه لقناعته ظهر على أرضه وفي وطنه فهو المؤسس الأول لمراكز متخصصة تمتهن نشر ثقافة الحوار وترعاها مهمتها إقامة وتنشيط الحوار الوطني بين الأطياف وتنتقل بمبادئها الخيرة من مدينة إلى مدينة على امتداد خارطة الوطن.. وهو الذي أمر بكسر الحواجز بين فكر وفكر من خلال مد جسور التفاهم المشترك بلغة اللسان والعيون والحواس لمزيد من التقارب بين البعيدين والمبعدين عبر لقاءات وجهًا لوجه تتلاقى فيها النفوس لتحقق بالمصافحة مالم تحققه بالملاسنة! وبعد أن زرع قناعته في وطنه نمت الشجرة وامتدت فروعها إلى الآفاق وطرحت فكرة متممة لفكرته الأصلية الحوار من أجل الإنسان في كل مكان. وتشهد مكة المكرمة اليوم الأربعاء مؤتمرًا فريدًا من نوعه لا يبحث في الخصومات والنزاعات إنما يبحث في ما يجمع بين البشر فالمشترك بين إنسان وإنسان أكثر من المختلف لولا ظهور المفسدين في الأرض والأمارين بالسوء وطلاب الزعامات وصيادي الفرص وإرهابيي الظلام! المؤمل أن يسفر هذا المؤتمر عن التقارب في المسافات بين الشعوب وبين الرموز الفكرية والدينية على الأرض والمؤمل توضيح آليات الحوار وطباعة أوراقه وتوثيق النقاشات الدائرة بين جميع الأطراف وأن تقوم رابطة العالم الإسلامي بطباعة أوراق العمل وترجمتها بلغات أخرى ونشرها لترسيخ الروابط بين المجتمعات وتصحيح المزاعم ضد المسلمين.. إنها فرصة ثمينة فلا تدعوها تضيع..! للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة