خليفة بن سلمان .. من حُكماء المنطقة

Abstract

خليفة بن سلمان .. من حُكماء المنطقة بقلم:محمد الوعيلبقلم:محمد الوعيللم أكن أتخيل، حينما تشرّفت بلقاء رئيس وزراء البحرين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أنني سأجد شخصاً بمثل هذه البساطة والتواضع، حيث وجدت لدى سموه كل هذا الحب والتقدير لبلدي، المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعباً.. حبّا غير مزيّف، وتقديراً غير مصطنع. وحينما كنت أفكر في أن أجري اللقاء الذي نشر أمس، مع سموّه، انتابتني بصراحة عدة تناقضات، مهنية بالطبع، واحترت في كيفية بدء الحوار، نظراً لتشابك المواضيع، حدتها أحياناً وتعقيداتها أحياناً أخرى، وحساسيتها فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية في الشقيقة البحرين، وارتباطاتها بالملفات الإقليمية والتجاذبات الدولية التي لا تخفى على أحد. وقبل دقائق قليلة من لقاء سموه بديوانه بالمنامة، لم أستغرب هذا الترحاب وكرم الاستقبال، اللذين سرعان ما جعل منهما سمو الأمير خليفة، عنواناً عاماً يعكس عمق العلاقة بين البلدين والشعبين والقيادتين، واستمعت منه إلى فيض من الثناء والتقدير للدور السعودي بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني يحفظهم الله، وكم كان سعيداً للغاية وهو يستعيد ما قاله الأمير نايف بن عبدالعزيز من أن &أمن البحرين من أمن السعودية& منطلقاً من رابطة الجوار التاريخي التي لم تتأثر كثيراً بانعدام الرابط البري بين البلدين، لأن هناك ما هو أكبر وأسمى وأعرق.. إذ تفوقت رابطة الدم، والمصاهرة والقربى، على هدير الموج في الخليج، لتصنع الانصهار التاريخي الأجدر بالتقدير، والذي توَّجه جسر الملك فهد، لينهي للأبد عزلة البحرين الجغرافية، ويربطها باليابسة لأول مرة، ولتكون المملكة كما قال الأمير العمق الاستراتيجي والبعد الأكثر ثقلاً وتوازناً وإرادة. طيلة اللحظات التي هي عمر اللقاء ـ لم أشعر بالوقت، فقد غمرني سموه بكرمه، وكان صريحاً وواضحاً وهو يجيب عن أسئلتي بكل شفافية وبساطة، دون لفٍ أو دوران، وكان في كل سؤال، ما أن ينتهي منه، حتى يبتسم وكأنه يسألني : هل أجبت عليك بما يشفي غليلك الصحفي؟. طيلة اللقاء .. كنت أحس أنني أمام &أحد حكماء المنطقة& بمعنى الكلمة، فالرجل ليس أي رجل، والموقع ليس أي موقع، ولكنه مع ذلك، لم يتأفف من أي سؤال، ولم يعتذر عن الإجابة عن أي سؤال، أو توضيح أي استفسار، بل إنه حتى عندما انتهيت من المحاورة، أعاد علي أكثر من مرة وبلهجته البحرينية المحببة : هل لديك أي سؤال آخر؟. عقب اللقاء، وفي شوارع المنامة، في طريق عودتي للدمام، من بعيد أرى أضواء الجسر وهي تعانق موج الخليج، فأتذكر شاعرنا الراحل غازي القصيبي وهو يصف الملحمة : ضرب من العشق لا درب من الحجر هذا الذي طار بالواحات للجزر تعود ذاكرتي لأمير شعراء البحرين الرائع عبدالرحمن رفيع، خاصة وهو ينشد قصيدته العبقرية &سوالف أمي العودة لأدرك قيمة ما باح به خليفة بن سلمان، وصدى كلماته ومشاعره، لأزداد احتراماً وتمسكاً بما يربطنا نحن في السعودية، بأهلنا وأشقائنا وأحبابنا في البحرين، وفي كل عواصم الخليج.