هل استقطاب العقول يكفي..؟!
التاريخ
26-3-2010التاريخ الهجرى
14310410المؤلف
الخلاصة
د. حامد الوردة الشراري هل استقطاب العقول يكفي..؟! إن مسيرة التعليم العالي تمر منذ خمسة أعوام بمرحلة ازدهار لم تشهدها هذه البلاد المباركة في تاريخها بدعم واهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- رائد التعليم العالي، وذلك بالخطوات العلمية والعملية المتبعة لتوطين التقنية، والمتمثلة بالميزانيات الضخمة لافتتاح الجامعات العلمية التطبيقية وإنشاء مدن جامعية متكاملة متقدمة ومتطورة في كل منطقة، حتى اكتمل العقد الجامعي على عنق الوطن الغالي وتُوّج بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وابتعاث آلاف الطلبة لنيل الدرجات الجامعية المختلفة وذلك في التخصصات العلمية والنادرة، والجوائز التحفيزية للمبدعين، ومراكز التميز، وإقرار الحوافز المادية لأعضاء هيئة التدريس السعوديين، والعمل على نقل المجتمع من مرحلة التعليم العام إلى مرحلة التعليم العالي، ومن مرحلة التلقي إلى مرحلة الإنتاج المعرفي لدعم الاقتصاد الوطني. إن استقطاب الكفاءات العلمية المتميزة غير السعودية إلى مؤسساتنا العلمية يؤدي إلى تشجيع حركة البحث العلمي من خلال إثراء البيئة الأكاديمية السعودية بالأبحاث النظرية والتطبيقية، والإسهام مع زملائهم من أعضاء هيئة التدريس السعوديين في تأهيل الطاقم السعودي الأقل عمقاً وخبرة في فلسفة البحث العلمي ومنهجيته، كما يمكن لهذه الكفاءات غير السعودية أن يدعموا جودة وتنوع وثراء العمل الاستشاري. فالأستاذ أو (الباحث) المتميز يعتمد على وسائل تعلّمها واكتسبها خلال دراسته الأكاديمية وعمله العلمي والتطبيقي من خلال مشاركته العلماء لحل مشكلة محددة أو اكتشاف حقائق جديدة أو المساهمة في اكتشافها عن طريق خبراته ومعلوماته الدقيقة وفهمه للأحداث، واستيعابه للاتجاهات والنظريات المختلفة في تخصصه، وهي الوسيلة لنقل المعرفة إلى مجتمعه. فمنذ نهاية العام الدراسي الماضي، سعت الجامعات على استقطاب الكفاءات العلمية المتميزة وسخرت إمكاناتها ولجانها للاستحواذ على أفضل الكفاءات، وفي تنافس حميم من خلال إغرائهم بالميزات والحوافز المادية والمعنوية للتعاقد معهم، ومنها إنشاء وحدة إدارية لهذا الغرض. ومع بداية العام الدراسي الجديد وانتهاء مرحلة الاستقطاب وبدء توافد من استقطبوا واكتملت إجراءاتهم ليمارسوا المهام المطلوبة منهم في الجامعة من تعليم، وبحث علمي، وخدمة المجتمع، فإنني أطرح بعض التساؤلات، التي منها: 1 - ماذا أعددنا لهم من برامج أو آليات عمل للاستفادة المثلى من علمهم وخبرتهم وأبحاثهم، وهل نثقل عليهم بالعملية التعليمية فقط وإقحامهم باللجان، ونتناسى تميزهم البحثي ومكامن قوتهم العلمية؟!. 2 - هل فهمنا أن الأستاذ أو (الباحث) المتميز إذا لم يشبع رغباته البحثية ويحقق ذاته العلمي سيتركك وستفقده ويفقده الوطن؟!. 3 - هل أدركنا أن نسبة من تم التعاقد معهم واستقطابهم هم متميزون جداً ومبدعون ولهم من الأبحاث التطبيقية النوعية التي تحتاجها المملكة؟!. 4 - هل سعينا لاكتشافهم بعد استقطابهم للأخذ بأيديهم وتذليل العقبات التي تواجههم ودعم أبحاثهم المفيدة للوطن؟!. 5 - هل يأتي التميز والإنجاز العلمي دون الاهتمام بالبحث العلمي النوعي والاستثمار الأمثل للمتميزين ممن تم استقطابهم؟!. لذا وتأسيساً على ما سبق، أقترح إنشاء إدارة أو وحدة أو مكتب باسم: (استثمار العقول المتميزة والاستفادة منها) يتبع مدير الجامعة مباشرة أو وكيل الجامعة للبحث العلمي وبإشراف من مدير الجامعة ومتابعته تحدد مهامه وضوابطه ومعايير الأستاذ المتميز بوضوح. ومن المعايير التي أراها للأستاذ المتميز: الجامعة المتخرج منها، رصانة أبحاثه المنشورة ومدى إمكانية تطبيقها في المملكة، وخبراته وإنجازاته العلمية الأخرى.... إلخ. فرسالتي لمعالي مديرو الجامعات -وفقهم الله- هل استقطاب العقول يكفي فقط، وماذا عن استثمارهم والاستفادة المثلى منهم لخدمة الوطن في مجال البحث العلمي النوعي -وهي المرحلة الأهم كما أراها- من خلال وضع الآليات المناسبة لتهيئة الأجواء العلمية البحثية لهم؟.. فبعد هذا الدعم المنقطع النظير وتوفير جميع الإمكانيات، هل للجامعات عذر في تحقيق ما تطمح له قيادتنا الرشيدة؟. هذا رأي والله من وراء القصد.. فاصلة: (يجب أن تكون أهدافك كبيرة بما يكفي لاستخراج أفضل ما يكفي) عضو مجلس الشورى
الرابط
هل استقطاب العقول يكفي..؟!المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
755580النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13693الموضوعات
البحث العلميالتخطيط الاقتصادي
التعليم العالي
الجامعات والكليات
السعودية. وزارة التعليم العالي - المنظمات والهيئات
السعودية. وزارة التعليم العالي - جمعيات
المنح الدراسية
الميزانية
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي
المؤلف
حامد الوردة الشراريتاريخ النشر
20100326الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية