وقفات تأمل في خطاب المليك

Abstract

وقفات تأمل في خطاب المليك د. جاسم محمد الياقوتبخطوة ثابتة، وعقيدة راسخة للمرة الألف، وللمرة المليون، وإلى ما لا نهاية، يؤكد خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – حرصه واهتمامه بأبناء شعبه وأمته، وسعيه الدؤوب لرفاهيتهم، وتحقيق الأمن لهم، ذلك ما حاول إضافته في كلمته التي ألقاها – حفظه الله – خلال افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى.حيث أكد – رعاه الله – أن الآمال والطموحات لا تحقق المنجزات إلا بالتوكل على الله ثم بعزم أبناء هذا الوطن، وبذلك تتحول الأحلام إلى واقع مؤثر من مسيرة الشعوب. وأشار إلى أن ما تحقق من إنجازات لا يلبي طموحاتنا جميعاً والتي نسعى إليها حتى تصبح مملكتنا من أفضل الدول في التكنولوجيا والتقدم الحضاري..فدولة قامت على إعلاء كلمة التوحيد التي حملها على عاتقه الملك المؤسس – طيب الله ثراه – قادرة بإذن الله على تحقيق ما سعى إليه بصبر لا ملل معه، وعمل عماده العزيمة المؤمنة التي لا مكان للوهن معها.وشدد على أن وحدة هذا الوطن وقوته تفرض علينا مسؤولية جماعية في الذود عنه في زمن كثرت فيه أطماع الأعداء والحاقدين والعابثين، وهذا يستدعي منا جميعاً يقظةً لا غفلة معها.. فالوطن للجميع ومعيار كل منا على قدر عطائه وإخلاصه لوطنه، قامت أسسه على دعائم الدين والذود عن حمايته بالنفس والنفيس، ولا يخشى في ذلك لومة لائم، فهذا هو المحك لمعادن أبناء الوطن وكلهم معدن نفيس بإذن الله وهو عهدنا بهم.ولعلـي أجـد في خطاب هذا الملك الحكيم وقفات، وهو الذي يعبر عن نظرة المواطنين للمستقبل وما يستجد من أمور في الأيام القادمة، وعن تطلعاتهم وآمالهم وهذا ما يضعنا جميعاً كمواطنين وكأجهزة حكومية أن نتعاون ونتحد من أجل هذا الوطن، وأن الجميع سواسية في هذا البلد وأنه لا مجال مطلقاً للتمييز والتصنيف بين المواطنين.. فالوطن للجميع، حيث حمل خطابه – حفظه الله – في طياته رسالة لإعلاء مصلحة الوطن فوق الجميع.فالرسالة التي أراد – حفظه الله – أن يحملها لكل من في الداخل أوفي الخارج هي بأن المملكة العربية السعودية شعب سِلم وعِلم وحضارة وثقافة، وأكد أنه مع أبناء شعبه سوف يتصدون بكل ما أوتوا من قوة لأي اعتداء غاشم دفاعاً عن دينهم وعرضهم وبلدهم لأنها مسئولية مشتركة، لأن الوطن للجميع والمعيار لذلك هو الإخلاص كل بقدر طاقته وجهده وصدقه، وهذا ما أشار إليه في خطابه بأن المواطن معدن نفيس دلالة على ثقته الكاملة بأبناء شعبه، مما يولد التلاحم والقوة بين القائد والمواطن.ونبه – حفظه الله – على شيء هام، وحذر مواطنيه منه ؟.. هو الحذر والحذر من استخدام الكلمة في غير محلها، فالكلمة أشبه بحد السيف بل أشد وقعاً، فيجب الحذر عند استخدام الكلمة، لأنها إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات والغمز واللمز فهي ستصبح معول هدم وخراب ودمار، فعلينا جميعاً أن نكون صادقين بالوقوف لأجل هذه الأمة بما يحقق وحدتها وحمايتها والدفاع عنها وعن قضاياها لنيل الأهداف والغايات السامية وهي الخروج من ليل الفرقة إلى صبح الوفاق.إن تطرقه – حفظه الله – إلى المواقف الإيجابية لبلادنا التي اتسمت بالوسطية والعقلانية والحكمة التي جنبتنا الوقوع في كثير من الصراعات الإقليمية والدولية، وتلمسه بكل حنان وعطف لمشاكل الأهالي بالحدود الجنوبية، وما سببته الحرب الأخيرة من نزوحهم عن قراهم حيث أمر – رعاه الله – ببناء عشرة آلاف وحدة سكنية يتم تسليمها في أقرب وقت ممكن لإخواننا وأبنائنا النازحين إلى مراكز الإيواء في منطقة جازان، كـان له الأثر الكبير في نفوس هؤلاء المواطنين حيث ينم عن حرصه واهتمامه لأبناء وطنه، وما نشاهده طموح لا حدود له يعلو في الأفق ويختصر المسافات ويسابق الزمن.ولعلنا نجد ذلك في قوة مكانة واقتصاد وطننا رغم الهزات الاقتصادية التي شهدها العالم، فنحن بمشيئة الخالق نسير بخطى ثابتة، مستمرين في العطاء والبناء، ويتضح ذلك في تدشين العديد من المشروعات التنموية الصناعية والاستثمارات المالية الضخمة في العديد من المشاريع.كم أثلجت صدورنا، يا أبا متعب بهذه الكلمة السامية التي عبرت عن أصدق المعاني وعن أمانتك وحكمتك التي تصب في مصلحة شعبك، فهذه الكلمة عرفت القاصي والداني أن وطننا ومليكنا وشعبنا يمثلون ويجسدون المعنى الحقيقي للتلاحم والتناغم، وستكون هذه الكلمة إن شاء الله نبراساً ودستوراً نسير عليهما نحن أبناء هذا الوطن لمستقبل زاهر في بلد آمن.حفظك الله يا أبا متعب وأطال الله في عمرك وحفظ قيادتنا من خلفك سلطان الخير ونايف الأمان، وحفظ شعبنا وأمتنا الإسلامية من كل مكروه أنه سميع مجيب الدعاء.