معزوفة مهترئة
التاريخ
2010-05-25التاريخ الهجرى
14310611المؤلف
الخلاصة
محمد حمد الصويغمعزوفة مهترئة محمد حمد الصويغيوجه قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين بين حين وحين بأهمية انجاز معاملات المواطنين من قبل كافة الدوائر الحكومية دون استثناء بأقصى سرعة ممكنة ودون تأخير يلحق الضرر بمصالحهم ’ وهذا التوجيه الكريم ينم بوضوح عن حرصه الشديد & يحفظه الله & على وقت المواطن وحرصه على عدم إضاعته في ضرب & مواعيد المراجعات & دون مبرر عقلاني ’ ويبدو واضحا للعيان أن تلك المواعيد لامبرر لها على الاطلاق تحت أي ظرف من الظروف لسبب هو في غاية البساطة يتمحور في أن التقنية الحديثة المتمثلة في امتلاك الدوائر الحكومية بأسرها للحواسيب الآلية واستخدامها يسقط كل الذرائع والمبررات الواهية لتأخير إنجاز أي معاملة لأي مواطن . للأسف الشديد أن البيروقراطية التي أكل الدهر عليها وشرب لازالت سارية المفعول في كثير من الدوائر الحكومية رغم أن الزمن عفى عليها وكان من المفترض أن تتحــول بفعل ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة الى مجرد & ذكرى عابرة & يمكن أن يتندر بها المتندرون في مجالسهم وأنديتهم غير أنها مابرحت تعشش في أدمغة طائفة من الموظفين الذين مازالوا يطربون في القرن الحادي والعشرين على أنغام المعزوفة القديمة المهترئة التي أضحت مفرداتها جد ثقيلة على قلوب ومسامع المراجعين مثل مفردة & تعال بعدين & أو & تعال بكره & أو تعال بعد أسبوع & أو & تعال بعد شهر & رغم أن أجهزة الحواسيب الماثلة أمام أبصارهم لا تخولهم التمايل طربا على أنغام تلك المعزوفة المملة . وأضرب أمثلة على تلك البيروقراطية الضاربة أطنابها في أركان العديد من الدوائرالحكومية .. فالمراكز الصحية المتخصصة بمنح شهادات اللياقة الطبية للعمالة الوافدة الى المملكة لازالت متمسكة بترديد مفردات تلك المنغومة رغم علمها يقينا بأن التقدم العلمي في مجال & فحص العينات & لايجيز لها ترديد تلك المفردات أمام المواطنين فالفحص لايستغرق من الوقت الا ثواني معدودة ولا أقول دقائق .. فلماذا تضرب مواعيد المراجعات القريبة أوالبعيدة لاستلام تلك الشهادات ؟ ولماذا تضرب المواعيد للمواطنين من قبل مكاتب الجــوازات لاصــدار اقامات الأجانب أو تجديدها رغم العلم بأن انجــاز تلك المهمــة لايستغرق باستخــدام أجهــزة الحواسيب الا بضع ثواني ؟ ومايحــدث في المستشفيات المركزية ينطبق عليه المثل السائر القائل : & شر البلية مايضحك & فعندما يراجع أحد المواطنين عيادة خارجية لعلاجــه من مــرض ألم بــه وبعــد فحصــه من قبل الطبيب المختص يعطى & ورقة مراجعة & قد تطول مدتها أو تقصر .. ولا أدري كيف يتحمل المريض معاناة آلام في عينيه أو أذنيه أو أسنانه لمدة شهر أو شهرين الى أن يحين موعد المراجعة المضروب ؟ ويمكن أن نقيس على تلك الأمثلة الآنفة الذكر عشرات الأمثلة التي تشير بأن أشكال البيروقراطية الممقوتة لازالت تخيم على كثير من الدوائر الحكومية في وقت يجب فيه أن تكون مصالح المواطنين فوق كل اعتبار لاسيما أن استخدام وسائل التقنية الحديثة في سائر تلك الدوائر دون استثناء لايجيز ولايسمح لأي موظف ركوب موجة المماطلة والتسويف وتعطيل أوقات المواطنين من خلال ضرب مواعيد المراجعات لهم بعد مدد طويلة أو قصيرة بينما لايستغرق انجاز معاملاتهم الا ثواني أو دقائق . mhsuwaigh98@hotmail.com
الرابط
معزوفة مهترئةالمصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
760364النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
13493المؤلف
محمد حمد الصويغتاريخ النشر
20100525الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية