البيعة.. عدل وعدالة وتنمية وإنجاز

Abstract

د. سلطان بن عبدالعزيز العنقري*حلت الذكرى الخامسة على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة التي شهدت منذ مبايعته حفظه الله في ذلك التاريخ إنجازات جبارة وغير مسبوقة كماً ونوعاً في جميع المجالات الاجتماعية منها والاقتصادية والسياسية والتعليمية والصحية والبنى التحتية من اتصالات وطرق ومياه وكهرباء وصرف صحي ومواصلات وغيرها من أجل خدمة الوطن والمواطنين. ذكرى البيعة.. يتشرف بها كل مواطن عندما يرى الإنجازات تتحقق على أرض الواقع في فترة قصيرة لا تتجاوز الخمس سنوات، فمن تعليم تصرف عليه الدولة بسخاء انطلاقاً من بعد نظره أن تقدم الأمم وتطورها تقاس بما وصلت إليه من تقدم في التعليم، وبنية تحتية له مؤسسة تأسيساً سليماً إلى جامعات وصلت إلى أربعة وعشرين جامعة، إلى ابتعاث لأبنائه إلى خارج المملكة بعشرات الآلاف، وضم جميع من يدرسون على حسابهم الخاص على نفقة الدولة لكي يعودوا أعضاء فاعلين في المجتمع ويغطوا النقص الحاصل في سوقنا الوظيفي وفي جامعاتنا الجديدة التي تحتاج إلى كفاءات وأعضاء هيئة تدريس على مستوى عال من التعليم. إنه بالفعل حكيم في أقواله وأفعاله، فمن تعليم كرس جهده لدعمه وخدمته إلى تحسين معيشة مواطنيه وتلمس احتياجاتهم من خلال زيادة مرتبات الموظفين بنسبة 15% ومنحهم بدل غلاء معيشة بالنسبة نفسها وتسهيل حياة المواطنين، وذلك بتخفيض أسعار البنزين والديزل، إلى فقراء اهتم بهم ونزل إلى الشارع للتعرف عن قرب عن معاناتهم وزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي والإسكان الشعبي التي وصلت بالأرقام إلى ثمانية آلاف مليون ريال ليصبح إجمالي المخصص للإسكان الشعبي عشرة آلاف مليون ريال، كما أن مبادراته مستمرة كالعفو عن المطلوبين للجهات الأمنية الذين يسلمون أنفسهم طواعية دون أن تكون أياديهم ملطخة بدماء الأبرياء، وعفوه السنوي عن سجناء الحق العام، وتسديده لديون مسجوني الحقوق الخاصة من المواطنين والمقيمين على أرض المملكة. قطاعات عريضة طالتها أياديه البيضاء في زيادة مخصصات الكهرباء والمياه كإحدى أبرز مقومات البنى التحتية ودعمه اللا محدود لصندوق التنمية العقاري من خلال زيادة رأس ماله بمبلغ إضافي قدره‌ تسعة آلاف مليون ريال ليصبح إجمالي رأسماله قرابة اثنين وتسعين ألف مليون ريال، إضافة إلى زيادة رأسمال بنك التسليف السعودي بمبلغ إضافي قدره ثلاثة آلاف مليون ريال ليصبح إجمالي رأسماله ستة آلاف مليون ريال لمساعدة ذوي الدخول المحدودة من‌ المواطنين ومن لديه مهن ومنشآت صغيرة ومتوسطة إلى جانب صندوق التنمية الصناعي وذلك بزيادة رأس ماله بمبلغ ثلاثة عشر ألف مليون ريال ليصبح إجمالي رأسماله عشرين ألف مليون ريال، كما قام - حفظه الله- بدعم صندوق الاستثمارات العامة بمبلغ عشرين مليار ريال في ميزانية العام المالي 1427 / 1428 ه. وحرصا منه على تنويع القاعدة الاقتصادية وإشراك القطاع الخاص في التنمية كجزء مهم في دعم القاعدة الاقتصادية والتوازن في تحقيق التنمية بين مناطق المملكة بشكل مدروس لتوفير الفرص الوظيفية ودفع عجلة الاقتصاد الوطني، قام بإنشاء العديد من المدن الاقتصادية كمدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، ومدينة جازان الاقتصادية، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، إضافة إلى مركز الملك عبد الله المالي بمدينة الرياض ولتسهيل حركة النقل داخل المملكة وخارجها قام بإعلان مطار المدينة المنورة مطاراً دولياً، وأمر بتوسعة مطار الملك عبد العزيز بجدة، وإنشاء مطار المدينة الاقتصادية برابغ. وتهدف تلك الإنجازات المتلاحقة إلى تنمية الحس الوطني والانتماء للوطن والمحافظة على الثوابت الدينية الإسلامية ودعم الوسطية ومحاربة التطرف والإرهاب وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال إنشائه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. وتوطيد الأمن الوطني والاستقرار الأسري والاجتماعي ورفع مستوى المعيشة للمواطنين وتوفير فرص عمل لهم، وتنمية القوى العاملة البشرية وتطويرها والرفع من أدائها. كما أنه -حفظه الله- اهتم اهتماما شديدا بالتقنية واستيعابها وتوطينها جسد ذلك عند افتتاحه جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عندما قال إنه حلم كان يراوده فتحقق، ودعمه وتشجيعه للبحث العلمي، والمحافظة على الموارد المائية ودعمها وتنميتها من خلال مشاريع تحلية المياه وحماية البيئة من التلوث. ومن إنجازات داخلية إلى إنجازات خارجية، فقد تمكن -حفظه الله- بحنكته المعهودة وبعد نظره من تعزيز دور المملكة إقليمياً ودولياً، من خلال انتهاجه لسياسة حكيمة ثابتة ترتكز على الاحترام المتبادل والحوار بين الحضارات وعدم التدخل في شؤون الغير وبذلك أصبح للمملكة ثقلها على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية. * كاتب وباحث وأكاديمي