الطفل وبابا أبت الله

Abstract

تركي عبدالله السديريمن الخطأ أن تُقاس أبعاد الحضور الإنساني وكفاءة الأداء الوطني وعالمية الحضور الدولي للملك عبدالله بن عبدالعزيز وفق معايير ترتبط بمؤتمرات دولية من ناحية أو محلية اجتماعية من ناحية أخرى وتكون نتائجها ليس فيها بروز لانفراد دولة معينة عبر كفاءة قيادة معينة.. أو ما نجده في قرارات بعض قادة دول العالم الثالث وتحاول أن تجتاز به أزمة احتياج طارئة باللجوء إلى شيء من حلول مرحلية غير كافية.. تركي عبدالله السديريمن الخطأ أن تُقاس أبعاد الحضور الإنساني وكفاءة الأداء الوطني وعالمية الحضور الدولي للملك عبدالله بن عبدالعزيز وفق معايير ترتبط بمؤتمرات دولية من ناحية أو محلية اجتماعية من ناحية أخرى وتكون نتائجها ليس فيها بروز لانفراد دولة معينة عبر كفاءة قيادة معينة.. أو ما نجده في قرارات بعض قادة دول العالم الثالث وتحاول أن تجتاز به أزمة احتياج طارئة باللجوء إلى شيء من حلول مرحلية غير كافية.. الملك عبدالله في الواقع وعبر الشواهد وتعدّد المواقف والمناسبات هو رجل وفّر لقيادة بلاده قدرة حضور دولي مرموق أصر به ألا يكون تابعاً إلا لما تقتضيه مصلحة بلاده.. وأمامنا شاهد هو الأكثر وضوحاً عندما كاد أن يقطع مناسبة زيارته للولايات المتحدة الأمريكية عندما رفض قبول محاولات بوش الابن الخروج من موقف تستلزمه القضية الفلسطينية وكان هناك وضوح اتفاق حول ذلك.. عندما كان أحد المشاركين في مؤتمر حوار الأديان في نوفمبر فإنه لم يكن مجرد شاغل كرسي عضوية تقليدية وإنما كان مَنْ تتجه إليه أنظار زعماء الدول الكبرى وهم يتأملون فيه موضوعية مواقف تتنافى تماماً مع جمود عزلة التراجعية الإسلامية.. بحق كان هو نجم الحضور في عيون كل طبقات الحضور.. وبعد زمن وجيز قد لا يتجاوز اليومين أو الثلاثة كان عضو مشاركة مواقف واحتساب أهمية تلك المواقف لبلاده عندما كرّر النجومية الأولى في محادثات قمة العشرين لمعالجة الأزمة المالية العالمية في واشنطن.. المواقف الدولية التي تدعم هذا الرأي الذي لا يختلف عليه اثنان متوفرة أيضاً في حضوره لاجتماعات قمم الجامعة العربية، ثم ذلك المشهد الذي لن يُنسى، هو عندما خرج بقمة عربية عقدت في الكويت لمعالجة الأوضاع الاقتصادية من العبارات التقليدية إلى إعلان ضرورة الوصول إلى مواقف تعاون مشتركة والتخلي عن أي مبرّر خلافات تتحول إلى صراعات.. وعلى الصعيد المحلي؛ فإن القرارات الجزلة التي أعلنت صباح يوم الأربعاء الماضي لم تكن في الواقع استحداثاً غير متوقع، أو هي طارئ جديد على الأقل في حجم جزالتها.. لأن الملك عبدالله - وأكرر هذه العبارة - هو في الواقع ليس مجرد قائد دولة يوالي تطويرها، ولكنه قائد دولة يوالي تأسيس منطلقات تمييز لها عن جميع شعوب العالم الثالث، ثم إذا كانت أوروبا قد بنت حضورها التقدمي والاقتصادي والحضاري عبر ما لا يقل عن مئة عام فإنه وبجهود جادة يريد أن يبني هذا الحضور لمجتمعه عبر سنوات لو توفّر وعْي مساند لن تزيد على العشرين عاماً.. أكرر شرط وجود الوعي الذي من شأنه توفير مساندة عمومية حضور اجتماعي.. لذا فقراراته يوم الأربعاء الماضي هي استمرارية جزلة.. لكن مع ما سبق.. أستطيع القول إن هذا الوعي المطلوب هو في حالات حضور لا يمكن إنكارها.. لا أريد أن نتأمل كيف كان استقباله في مطار الملك خالد من قبل الأمراء والمسؤولين ووجوه المجتمع، فهذا أمر طبيعي، لكن أريد أن نتابع مساحات ما بين المطار وحتى مجمع غرناطة التجاري، ثم مساء في معظم ميادين وشوارع الرياض الرئيسية، كيف كان الشباب والنساء والأطفال ينطلقون بأحاسيس سعادة متناهية حلّقت بهم إلى سماوات البسمة.. تحدثني الزميلة أسمهان الغامدي عن الكم الكبير الذي تواجدت فيه الطالبات وسيدات المنازل مع أطفالهن والجميع يعلن بهجة الفرح.. مساء يوم أمس الأول خرجت من مكتبي عند الساعة العاشرة مساءً، وعند مدخل هايبر بنده قطع طريق المدخل أمامي طفل كدت أتعثر به وكان يركض ربما ليلحق بأحد من أسرته.. صغير.. ربما في سن السابعة، وبيده علم أخضر.. أوقفته لأضعه في الاتجاه الصحيح، وفي نفس الوقت كان أحد إخوته يقترب منه.. سألته لماذا هذا العلم؟.. نظري إليَّ وقال: علشان بابا أبت الله.. يقصد.. بابا عبدالله.. وكانت أجواء المدخل حافلة بالكثير من العائلات بينهم أو أمامهم أطفال يحملون أعلاماً صغيرة..