وقفة رجل شجاع

Abstract

علي القحيصكرّمت مملكة البحرين المواطن السعودي عارف مطير الشمري لقيامه بإنقاذ عائلة بحرينة من حريق من النار، وقد قام وكيل وزارة الداخلية البحريني الأستاذ طارق مبارك بن دينة بتكريم الدبلوماسي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بمملكة البحرين الأستاذ عارف مطير الشمري نظير انقاذه عائلة بحرينية داهمت النار منزلها وهي تغط في سبات نومها العميق، وقدر وكيل الوزارة بمملكة البحرين هذه التضحية البطولية واصفا اياها بأنها وقفة المسلم الشهم الأصيل الذي لم يتوانَ في مد يد العون لمحتاجها حين طلبها فبادر بالمساعدة وإنقاذ الأسرة البحرينية. وان ما قام به عارف الشمري لهو دليل واضح على تلاحم العلاقات ومتانتها بين الشعبين السعودي والبحريني الشقيقين، وقد مثل بلده وحكومته خير تمثيل وقال للعالم اجمع هذه تعاليم ديننا الإسلامي وتقاليدنا وعاداتنا العربية التي تربينا عليها ونتمسك بها، وقد دل هذا العمل على صفاته الحميدة وأخلاقه العالية وإنسانيته الفذه وإدراكه الوجداني بأن مساعدة أجهزة الأمن مطلب اساسي لتأدية عملها بأكمل وجه، وهذا ليس بمستغرب على أبناء الخليج، وثمّن له هذا العمل المشرف الذي يستحق كل الشكر والتقدير وتمنى له التوفيق والنجاح في مسيرته العلمية والعملية وان يكون خير عون لجهود وزارة الداخلية في بلده الثاني مملكة البحرين. وبعد نشر هذا الخبر ب (الرياض) لاحظنا كيف تفاعل القراء من المواطنين والمقيمين حيال هذا الخبر وأثنوا على بطولة وشجاعة ووقفة المواطن السعودي عارف مطير الشمري وموقفه النبيل، وكيف استطاع إنقاذ جيرانه من موت محقق أثناء اندلاع النار في منزلهم في وقت متأخر من الليل، ورغم انه دبلوماسي وغالبا ما يكون العمل في الدبلوماسية يطغى على طابعها الحذر الشديد وعدم التدخل في اي مشكلة إلا وفق ضوابط رسمية وتوجيهات حكومية تمر عبر الروتين والبيروقراطية والأنظمة المعمول بها وفق التعاليمات الرسمية، إلا أن شهامة المواطن السعودي عارف الشمري إزاء هكذا موقف إنساني تجعله أن يتخلص من كل ما أنيط له من محاذير وروتين، وينحاز لإنسانيتة وينقذ العائلة البحرينية من الموت بفطنته الذكية وشهامته العربية وغيرته الإنسانية، وتصرف وفق تعالم ديننا الحنيف في أنقاذ الأرواح من الموت، يقول الله سبحانه وتعالى: أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا وكذلك وصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالجار بقوله: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننته ان سيورثه).. هذا ما قام به المواطن المخلص الصالح عارف الشمري متسلحا بتعاليم دينه وبعادات وتقاليد العرب الأصلاء وحميتهم المعهودة، لإنقاذ جيرانه من الموت، وانبرى بحسه الإنساني العالي وشجاعته التي يستمدها من ما تربى عليه من إرث طيب وخلفية سلوك حميد تدفعه نحو الوثوب الى فعل الخير والمعروف وإنقاذ جيرانه من لهيب النار، وبفضل رعاية الله ثم بفضل شهامته وجرأته استطاع أن ينقذ العائلة البحرينية من الهلاك التي كانت في سبات نوم عميق وكادت النيران تلتهم أجسادهم أثناء اندلاع النيران في منزلهم لولا (فزعة) عارف مطير الشمري الذي رفع رؤوسنا عالية وأوصل رسالة للجميع بأن المواطن السعودي الصالح أينما كان وأينما حل فهو يتحلى بتعاليم الدين الحنيف والقيم العربية الأصيلة والشجاعة والسلوك الطيب والخلق العالي الذي دائما يحثنا عليه قدوتنا ووالدنا ومعلمنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه) الذي دائما نرى فيه نبراس كل قيمنا التي نستمدها ونستذكرها ونتعلمها بمواقفه العظيمة ومبادراته الطيبة ووقفاته الإنسانية داخل وخارج المملكة. *مدير مكتب «الرياض» الإقليمي في دبي