مركز وطني لأبحاث العمران

Abstract

مركز وطني لأبحاث العمراند. مشاري بن عبدالله النعيمد. مشاري بن عبدالله النعيمسررت كثيرا من تصريحات وزير التعليم العالي يوم الأربعاء الماضي حول حراك لدعم أبحاث المدن، فقد كانت تلك التصريحات في جامعة الملك عبدالعزيز وتعليقا على أحداث جدة، والحقيقة أننا هنا وفي جريدة الرياض كتبنا حول أهمية مراكز الدراسات العمرانية منذ أكثر من ثلاث عشرة سنة ولم نتوقف عن الكتابة عنها، رغم أننا وصلنا لمرحلة اليأس، لأنه لم يفكر أحد في تبني هذه المراكز العلمية، حتى أننا مؤخرا تحدثنا عن أهمية تطوير تخصص أكاديمي نسميه علوم المدينة يجمع العلوم الهندسية التقنية والاجتماعية والاقتصادية ويغوص في بنية المدينة وذلك قبل كارثة جدة بشهور لكن للأسف لم يحدث شيء. الأمير المثير للحزن أحيانا أن تكون برامجنا البحثية والاكاديمية هي مجرد ردور أفعال غير مبنية على خطط نابعة من احتياج المجتمع فعلا. لا اريد أن أقول انه يجب علينا أن ننتظر كوارث أخرى حتى تتطور مراكز بحوث متخصصة وجادة، مع أنني لست واثقا فعلا من جدية انشاء مراكز بحوث تعنى بشؤون المدينة، لأن التصريح كان حول الحراك العلمي حول بحوث المدن، ولا أعلم ما هو المقصود بهذا الحراك، لكنه دون شك أفضل من لا شيء الذي كنا نعيشه قبل كارثة جدة. ومع ذلك يجب أن أقول ان دراسة المدن ليست مهمة وزارة التعليم العالي فقط، بل يمكن أن تكون الوزارة مجرد داعم ومقدم للمعونة اللوجستية في مجال البحوث الخاصة بالمدينة بينما اللوم يوجه لوزارة الشؤون البلدية والقروية التي لم تستطع خلال تاريخها تبني أي مركز بحثي جاد حول المدينة رغم إنفاقها مئات الملايين على المخططات الهيكلية وعلى الدراسات العمرانية التي تبخرت في الهواء ولم تشكل تقاليد بحثية يعتد بها، بينما لو كانت جمعت كل تلك الدراسات تحت مظلة مركز قومي لأبحاث المدينة بدلا من وكالة لتخطيط المدن غير فاعلة ولا تملك المقدرة المهنية على تخطيط المدينة الذي يفترض أن يكون من صلب عملها، فقد تحولت هذه الوكالة إلى جهاز بيروقراطي هدفه تقديم التراخيص لا تقديم الدعم الفني الذي غالبا ما يكون عبارة عن اجتماعات ومراجعات من قبل اشباه المتخصصين دون بحث علمي حقيقي. أنا شخصيا لا أحبذ سياسة ردود الافعال ولا أميل إلى ثقافة اتخاذ القرارات المصيرية نتيجه لها، لكن إذا كانت ردود الافعال سوف تجعلنا نتبنى إنشاء مركز وطني لأبحاث المدن فنعما....