الرجل الذي رفض طبقيّة الألقاب..
التاريخ
2011-03-24التاريخ الهجرى
14320419المؤلف
الخلاصة
الرجل الذي رفض طبقيّة الألقاب..يوسف الكويليت يوسف الكويليت «اعفوني من لقبي ملك الإنسانية وملك القلوب فالملك هو الله ونحن عبيده» هذه الكلمات التي أراد بها خادم الحرمين الشريفين نزع طبقية الألقاب في الوقت الذي كلّ رئيس أو ملك يضيف لقباً جديداً، والمجتمع العربي الذي لم يعرف هذه الصفات، قبل الإسلام استعار من فارس بعض ألقاب ملوكها بأسلوب ومقتضيات أخرى وبالذات في العصور الأخيرة من الدولة العربية، ثم جاء الحكم العثماني ليمنح ألقاب الباشوية والباكوية، والبيه وغيرها وهي طبيعة المعظّم نفسه بإنكار طبيعة الإنسان وتقويمه حسب إيمانه وقيمه وبراعة عقله.. لقد ثار الكثيرون على هذه المواريث بما فيها السادة وملك الملوك نتيجة وعي مختلف، والملك عبدالله وهو القدوة الحقيقية لنا بشخصه المتواضع والواثق، يدلنا على نزع ألقاب جاءتنا مع بدايات تأسيس الإدارات الحكومية كصاحب المعالي والسعادة وغيرهما إلى جانب ألقاب عسكرية ومدنية أخرى حتى إن المؤسس العظيم، وهو القدوة الأولى كان يناديه أي أعرابي قادم من الصحراء ب «يا عبدالعزيز» المجردة ولم يغضب لأنه يعرف هذه السليقة العادية لابن البادية، كذلك عرقية اللقب التي خلقت مفاهيم ضيقة بينما القرآن الكريم يقول (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) وهي المساواة في الحقوق قبل بروزها كقانون عام عالمي.. خيار خادم الحرمين الشريفين الذي بدأ مع المغفور له الملك فهد ثم أعقبه الملك عبدالله جاء متطابقاً مع دور القيادة لأقدس حرمين في العالم، ولعل صحراءنا وتراثنا وتاريخنا التي خلت من التعظيم والتفخيم تفرض علينا أن نعود للمسلّمات، ويكفي أن تواضع هذا القائد الذي رفض، سابقاً، جلالة الملك لنفس الغاية ثم نادى بحذف ملك الإنسانية والقلوب، يعي أن دوره لا ينطلق من اسم أو لقب بل من فاعلية الوفاء المتبادل مع شعبه، وهي الصورة النقية لرجل ظل قريباً من شعبه وخارجه بجم عواطفه وإنسانيته التي لا تحتاج إلى إضافات أخرى.. فما يفعله ويقدمه يعتبره مسؤولية شخصية، وقد رفض أن يصحب أي مرسوم أو قرار كلمة «مكرمة» وهي دلالة على وفاء هذا الرجل في وضع نفسه مواطناً عادياً مما ضاعف حبّ الناس لرجل بمقاييس كبار القادة وعظماءها، فليس لدينا أباطرة يُعبدون مثل امبراطور اليابان، ولا «شاهنشاهية» أو آيات الله العظمى، بل سِرنا على مفهوم الاسم المباشر لكل إنسان يحمل هوية وطنية متعارفاً عليها.. أدرك أن تلقائية الملك عبدالله هي التي جعلته ينآى بنفسه عن أي تسمية لا تتطابق مع طبيعته وسلوكه، وهذا التميز لم ينتقص من شخصه بل ضاعف الود والقرب من نفوس شعبه وخارجه، فهو الذي سعت له الألقاب ورفضها، وبهذا التواضع يدوّن لتاريخه أنه شخصية تعلو على المسميات وتبعاتها، وفي زمن ظل العمل هو معيار اختبار القوة، والملك عبدالله تميز في كل شيء ليكون صانع تاريخ يتجدد كل يوم.. المصدر/ صحيفة الرياض
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
768037النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
15613الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - مقالات ومحاضرات
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
المؤلف
يوسف الكويليتتاريخ النشر
20110324الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية