تصنيف أبناء الوطن !
التاريخ
2006-09-15التاريخ الهجرى
14270822المؤلف
الخلاصة
سمير المقرن تصنيف أبناء الوطن ! سمير المقرن نقدر جميعاً الشفافية العالية لدى قيادتنا الرشيدة والتي بدأت بتوجيه الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنبذ إطلاق التصنيفات على المواطنين؛ ولقد أتى نداء أبومتعب الموجه لكافة أبناء المملكة بهدف إغلاق الطريق على كل من يتحدثون في الخفاء ويتسترون تحت العديد من الأسماء ويستخدمون كافة الوسائل التي تخفي شخصياتهم أو نواياهم ولكنها لا تخفي أبداً سعيهم الدؤوب لتمزيق اللحمة الوطنية في سبيل إضعاف المجتمع وإبطاء مسيرته نحو التطور الطبيعي للمجتمعات المتحضرة. ولعل من أهم مسببات إطلاق التصنيفات الفكرية على أبناء الوطن (هذا علماني .. هذا ليبرالي .. وهذا إسلامي متطرف) الضعف الفكري الذي يعاني منه جزء كبير من المجتمع في قدرته على فهم معنى هذه التصنيفات وقدرته على توظيف إمكاناته الفكرية نحو رؤية نقية متجددة ومتطورة تواكب التطور الذي يعيشه العالم من حولنا ونسايره نحن في المملكة من خلال تنمية شاملة لكافة شئون الحياة، ولعلنا تأخرنا كثيراً في إطلاق فكرنا نحو التجديد والتطوير من خلال كافة القنوات التربوية والإعلامية وانعكس ذلك على ضعف شديد في تفاعل المجتمع وتفهمه وتقبله للطروحات المجدده والتي تمثل الوضع الطبيعي لتطور المجتمع فكرياً. وللأسف وفي ظل الجمود الفكري لدى جزء كبير من المجتمع، استغل بعض ضعاف النفوس وذوي الأهداف الخبيثة هذا المدخل للبدء في توجيه فكر بعض شرائح المجتمع وأستغلوا في سبيل ذلك كافة الوسائل المتاحة من لقاءات مشبوهة خارج وداخل المملكة ؛ إلى استغلال مشين لمواقع الشبكة العنكبوتية وانتهاءً بالقنوات الفضائية المتناثرة هنا وهناك وحتى صفحات بعض صحفنا المحلية. والمؤسف أن بعض العناصر الصالحة في المجتمع تشبعت بهذه الأفكار الخبيثة وانطلقت تروج لها دون تحسب للنتائج الخطيرة لذلك في زعزعة استقرار مجتمعنا فكرياً وأمنياً. وهناك العديد من المخاطر التي يمكن أن تتركها هذه التصنيفات على حياتنا؛ فهي ستؤدي إلى تقسيم المجتمع إلى جبهات متناحرة ومتنافرة مما سيضعف اللحمة الوطنية ويقلل قوة المجتمع كوحدة واحدة في مواجهة المؤثرات والمتغيرات المحلية والعالمية. كما أنها تعزز الانطباعات المسبقة عن الآخر والتي غالباً ما تكون سلبية مما سيهز الثقة بالآخر ويقلل من فرص التواصل بين أفراد المجتمع ويقطع قنوات الاتصال الطبيعية في المجتمع. وبكل تأكيد فإن استخدام هذه المصطلحات في تصنيف الآخرين والحكم عليهم سيقود إلى بناء توجهات متشددة في كافة الاتجاهات ويتيح المجال لأصحاب الفكر الخبيث والهدام لاستغلال ذلك للترويج للأفكار المتطرفة التي تضعف الوحدة الوطنية لمجتمع المملكة. ولعل أنجح الأساليب لمحاربة مثل هذه التصنيفات الفكرية هو ما قد بدأنا بتفعيله من تنمية لغة الحوار داخل المجتمع وإتاحة كافة القنوات للتعرف على الآخر وعدم الإنغلاق تحت فكر محدد وموجه. ويجب أن يتم التوسع في فتح كافة الأبواب والنوافذ المغلقة على الرؤى والطروحات؛ التي بعضها سيتضح عدم جدواها وانتهاء صلاحيتها للمساهمة في بناء المجتمع والبعض الآخر ستبرز الحاجة لها لقدرتها على المساهمة في دعم تطور المجتمع وتعزيز قوته في مواجهة كافة المتغيرات المحلية والدولية. إن إتاحة المجال للجميع لتقديم رؤاهم علناً وبدون تصنيف للآخر سيساهم في تنمية الحوار وسيقود حتماً إلى توحيد القناعات والاتجاهات والأهداف ومن خلال ذلك ستساهم هذه الشرائح من المجتمع في توعية باقي شرائح المجتمع لكي يكون لديها تصور واضح للفكر المستنير والمعزز لقوة المجتمع ودعم تطوره وحمايته من المؤثرات الفكرية السلبية. salmugren@yahoo.com
الرابط
تصنيف أبناء الوطن !المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
775517النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12145المؤلف
سمير المقرنتاريخ النشر
20060915الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية