قراءة في قرار تقديم الإجازة

Abstract

قراءة في قرار تقديم الإجازة عبدالله الحسني صدور قرار خادم الحرمين الشريفين بتقديم إجازة عيد الفطر المبارك له دلالات مهمـة ذات أبعاد اجتماعيـة وتربوية فهو ــ أيّده الله ــ يتابع تفاصيل حياة أبنائه، ويهمه أن يتفرغ المجتمع بمن فيهم الطلاب ومعلموهم للطاعـة والعبادة في هذا الشهر الذي ننتظره بشوق ولهفـة كل عام. والأمر الآخر الذي أفهمه من هذا التوجيه والذي ينبغي أن نعطيه حقه من الاهتمام هو مناقشة مسألة الإجازات ووقت الدراسة في رمضان، وأن ننظر إلى الموضوع من زوايا أخرى مغفلـة للأسف على الرغم من تجاربنا السابقـة المتكررة التي أظهرت أننا نملك الإجابـة الصحيحـة ونصر على أن نجيب خطأ! اللجنة العليا لسياسة التعليم هي التي تضع التقويم الدراسي بناء على معايير طبيعيـة وتربويـة واجتماعية. لكن من الواضح تغليب المعيار العاطفي في بعض الأوقات عندما تسقط من حساباتها العامل التربوي عند إقرار التقويم الدراسي في رمضان تحديدا. قد يقول قائل ان بداية الدراسة في العاشرة صباحا في شهر رمضان المبارك يأتي مراعاة لأوقات العبادة، إلا أن تجاربنا السابقـة تؤكد أن القرار غير موفق وذلك على الرغم من كل المحاولات التربوية لجعل هذا الشهر كسائر الأشهر من حيث درجـة حماسة الطلاب ومعلميهم إلا أن النتائج تؤكد تراجعا في أداء المؤسسة التعليميـة في هذا الشهر ــ يوازي حجم التراجع في أداء المؤسسات الحكوميـة أيضا ــ كما أن حضور الطلاب لأداء صلاة التراويح والقيام ليس بالمستوى الذي نأمله، ومع هذا نلح على تجاهل هذه النتيجة المخيبة للآمال ولا نبحث عن حلول توفيقيـة! إننا نتعامل مع الصغار والشباب بالمعيار نفسه الذي نطبقه على الكبار ، فالدراسة تبدأ في وقت متأخر ثم نحشر الدروس وكأننا في سباق مع الزمن، لينصرف الطلاب بعد خمس ساعات دراسية وليس في أذهانهم إلا النوم لأنهم ببساطـة لا يملكون أن يغيروا في تكوينهم الجسمي والنفسي الذي أودعه الله تعالى في الناس، ومن هنا فمن الصعب على (الساعـة البيولوجيـة) للإنسان التأقلم مع وضع جديد إلا بعد مرور وقت طويل. الإصرار على أن نبدأ العمل والدراسة في وقت متأخر ليس له أي مبرر منطقي على الإطلاق، وإن كان الهدف ساميا بالتأكيد إلا أنه من الرُشد البحث عن حلول علمية لهذا الوضع المتكرر كل عام الذي لم يخلف إلا التزاحم في الشوارع وصرف معظم الوقت في اللهو، وتسيّب ومماطلـة وتسويف في إنجاز المهام والمسئوليات