ملك .. وتاريخ .. ورسالة

Abstract

ملك .. وتاريخ .. ورسالة د. فؤاد بن عبدالسلام الفارسي يستقبل المواطن السعودي ذكرى اليوم الوطني بالمزيد من الفرحة والتفاؤل لتزامنه هذا العام مع مطلع شهر الصوم المبارك بما يعني ان لحظات التأمل التي اعتدنا الوقوف عندها بعض الوقت كل في مجال اختصاصه لنتساءل ماذا انجزنا؟ وماذا يجب ان نستكمله في إطار ما تعتمده حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين؟.. ولعل ما يأتي في سلم الأوليات ونحن نستقبل بالبشر مستهل عام جديد من تاريخ هذه المملكة الفتية ان نحاسب انفسنا لنتعرف على مكامن القوة ومكامن الضعف لنعمل الجهد على تفعيل وتمتين الإيجابيات، وللتخلص تماما من كل ما يندرج في مفهوم السلبيات لتستقيم الأمور، ولتتواصل المسيرة الخيرة لعجلة التنمية وفق ما يخطط له ولاة الأمر –حفظهم الله-. وفي مجال وزارة الحج لا ازعم ان ما يتم هو الأفضل أو الأكمل لان الكمال لله سبحانه وتعالى ولكن يمكن القول اننا نأخذ بالأسباب باعمال الفكر لتوظيف الامكانات المتاحة وكذلك مد جسور التعاون بهدف تضافر الجهود لأداء الواجب وضمن شعار (خدمة الحاج.. شرف.. أمانة.. مسؤولية) وما يلزم ازاء ذلك من قوة ومضاء ومثابرة وحشد طاقات ومتابعة واعية مستنيرة لان الهدف الأساس هو خدمة ضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء نسكهم وفق مراد الله عز وجل.. وليقضوا أياما روحانية إيمانية ممتعة في الديار المقدسة.. وليعودوا بعدها إلى بلدانهم وديارهم سالمين غانمين.. لتتاح الفرصة لغيرهم من القدوم وفي ظروف مناسبة لا تشوبها شائبة من كثرة وتزاحم وتدافع.. ولتحقيق هذه المعادلة بين ما يجب تجاه كل من الحاج والمعتمر والزائر من جهة، وما تقدمه الشركات والمؤسسات الخدمية المتخصصة من جهة أخرى للالتزام بما يجب الالتزام به وان أي تهاون أو تقاعس نتصدى له وفق مقتضى النظام واللوائح ذات الصلة للحيلولة دون التسيب الذي إذا ما ترك له الحبل على الغارب يكبر شيئا فشيئا لان المقصر عادة ينظر إلى أمثاله لينسج على منوالهم. ولذلك أجد لزاما عليّ ان احث نفسي واخواني في القطاعين الحكومي والأهلي المعنيين بخدمة حجاج بيت الله الحرام لنستذكر دوما ان حكومة المملكة العربية السعودية ومن منطلق إيماني راسخ تضع كل امكاناتها المادية والبشرية لتقديم المزيد من التسهيلات لضيوف الرحمن الذين يزدادون باطراد وذلك فضل من البارئ تبارك وتعالى وقد ترتب على هذا الالتزام المطلق ان تم إنجاز العديد من المشاريع التطويرية والتوسعات المتتالية في بيت الله الحرام في مكة المكرمة وفي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وفي المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة وفي كل مكان يمر به أو يحل فيه الحاج والمعتمر وهي في مجملها إنجازات عظيمة وجهود مضنية وبذل سخي يُشَرّفَ المملكة وقيادتها وأبناءها وكافة المسؤولين ومختلف الأجهزة النهوض والقيام به خير قيام.. وفي كل عام نشهد في المشاعر المقدسة إنجازا أو مشروعا جديدا لمصلحة الحج والحجاج. ووزارة الحج التي تضطلع بالمهام المناطة بها فما ذلك الا جانب أساسي يتكامل مع العديد من الوزارات والإمارات والمؤسسات التي تسهم بجهود متضافرة ضمن مفهوم الأمن الشامل.. وفي هذا السياق يتضح بما لا يجد مجالا للشك ان وزارة الحج تمارس دورا تخطيطيا وتنفيذيا وإشرافيا ورقابيا في مجال الاختصاص لتحقيق الأهداف تنفيذا لسياسة تقديم أفضل ما يمكن تقديمه من خدمات للحجاج والمعتمرين والزائرين والتنسيق في هذا الشأن مع كافة الجهات والقطاعات الحكومية ذات العلاقة.. وكذلك التنسيق والترتيب مع المسؤولين في الدول الإسلامية والدول التي لها أقليات مسلمة.. ورؤساء وفود بعثات الحج لاحكام التواصل الخير حول تنظيمات الحج في كل عام. وعودا على بدء فان هذه الخدمات الجليلة المقدمة لضيوف الرحمن شأن اختص الله به هذه البلاد وهو شرف نعتز به كل الاعتزاز وذلك ما ورثناه عن الآباء والاجداد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه- وسار عليه خلفاؤه من بعده – رحمهم الله -. وهو أيضاً ما يؤكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –وفقه الله- الذي لم يدخر وسعا من أجل عمل كل ما من شأنه توفير المزيد من الأمن والراحة والطمأنينة لقاصدي بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة التي تشهد توسعات واضافات متعددة وبخاصة ما يتعلق بجسر الجمرات الذي يتواصل العمل فيه ليل نهار ليكون رهن الخدمة بحلول موسم حج 1427هـ وبالمواصفات الجديدة والهندسية الحديثة والتقنية المطورة بما يشكل تحفة معمارية لا نظير لها انفق من أجلها الملايين بل البلايين من الريالات السعودية وبكل اريحية لان التسهيلات من أجل الحجاج في مقدمة الاهتمامات وستظل كذلك إلى ما شاء الله. ونخلص مما تقدم إلى اضاءات مفادها أن: * اليوم الوطني يعد ملحمة عنوانها سيرة بناء الإنسان السعودي وبلورة لشخصيته والتمكين للا