الاقتصاد يطغى على السياسة فى اللقاءات الهامة شراكة سعودية فرنسية .. لاحتواء التوتر بالمنطقة

Abstract

يجري خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مباحثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يصل المملكة اليوم في زيارة رسمية. وتتناول المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.. وتبحث القمة السعودية الفرنسية على مدى يومين التطورات على الساحة الفلسطينية والعراقية، والملف السوري اللبناني، والملف النووي الايراني، الجهود الدولية لمكافحة الارهاب. ويعقد المليك لقاء مع الرئيس شيراك بعد عشاء اليوم ثم لقاء آخر بحضور وزيري خارجية البلدين غدا الاحد ويلقي الرئيس الفرنسي خطابا امام مجلس الشورى غدا كأول رئيس دولة يلقى خطابا امام المجلس كما يشهد حفل افتتاح عرض (120) قطعة من متحف اللوفر في المتحف الوطني بالرياض لاول مرة في الشرق الاوسط. وتقدر قيمة المعروضات بنحو مائتي مليون ريال. ويرافق الرئيس شيراك في زيارته للمملكة وفد رفيع المستوى يتكون من وزراء الخارجية والدفاع والمالية وعدد من كبار المسؤولين كما يرافقه (12) من مديري كبريات الشركات الفرنسية العالمية وعدد من رجال الاعمال الفرنسيين. من جهته قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار عبيد مدني ان زيارة الرئيس الفرنسي للمملكة تأتي في اطار الزيارات المتبادلة بين البلدين لبحث العلاقات بين البلدين وكيفية ترسيخها وتدعيمها وبحث القضايا المشتركة الاقليمية ذات الاهتمام. واضاف ان فرنسا دولة صديقة مهمة للمملكة واللقاءات والمشاورات مستمرة على مستوى القيادة بين البلدين اذ سبق ان زارها المليك والزيارة الحالية تعد تاريخية. واشار إلى أن الزيارة ستحقق العديد من النتائج ليس على المستوى السياسي بل انها ستدعم المجالات الاقتصادية والثقافية والتاريخية بين البلدين. واوضح رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالرحمن الجريسي ان مجلس الاعمال السعودي الفرنسي سيلتقي الرئيس شيراك على هامش الزيارة بحضور رجال الاعمال في البلدين. واشار الى انه سيتم توقيع الاتفاقات بين البلدين وسيعقبها زيارات اخرى لمتابعة الفعاليات المتفق عليها وربط العلاقة مع دول العالم. واعتبر الناطق الرسمي باسم قصر الاليزيه جيروم يونافوم ان اختيار الرئيس شيراك كأول زعيم دولة يتحدث امام مجلس الشورى السعودي يعكس خصوصية واستراتيجية العلاقة بين البلدين. وقال يونا في تصريحات لـ عكاظ ان الرئيس الفرنسي سيعلن امام المجلس تقديره للاصلاحات التي تتبناها المملكة، واضاف ان باريس تدعم جهود الرياض في مكافحة الارهاب مشيرا الى انه سيكون هناك حوار معمق وبناء بين الزعيمين بهدف تعزيز التعاون السعودي - الفرنسي في ضوء خصوصية العلاقة مع المملكة وبضرورة تفعيلها ليس فقط على المستوى الرسمي.واكد الناطق باسم الاليزيه ان البلدين حريصان على ارساء الامن والاستقرار في المنطقة وتوقع ان تسهم الزيارة في فتح آفاق جديدة للعلاقات وبخاصة في المجالين الاقتصادي والاستثماري. واشاد مستشار الشؤون العربية في الخارجية الفرنسية السفير بيتر لا فرانس بالدور المهم والايجابي الذي تلعبه المملكة في منطقة الشرق الاوسط ودعا في تصريح لـ عكاظ الى ضرورة تنسيق السياسات لاقناع واشنطن بضرورة العمل لتنفيذ خارطة الطريق محذرا من ان عدم تنفيذ هذه الخطة سينعكس سلبا على الوضع في المنطقة وقال لافرانس انه يتعين علينا كدول الحرص على عدم انفراد اي قوة عالمية بالسيطرة على القرار في الشرق الاوسط. واعتبر رئيس معهد العالم العربي في باريس ايف غنيان العلاقات السعودية الفرنسية مثال متميز في العلاقات الدولية ووصف غنيا وهو احد الشخصيات المقربة من شيراك الملك عبدالله بانه سياسي محنك وانه حريص على تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. وفي برلين افادت مصادر الرئاسة الاوروبية ان زيارة شيراك للرياض تأتي في توقيت مهم يسعى خلاله الاتحاد الاوروبي الى الحفاظ على العلاقات مع العالم العربي. واشار الناطق باسم الرئاسة الاوروبية جريجور فوستان ان المملكة تمثل جسر التواصل بين العالم العربي واوربا واعرب في تصريحه لـ عكاظ عن التقدير الاوروبي لدور المملكة في مكافحة الارهاب وجهودها في تسوية الملفات المفتوحة في الشرق الاوسط.