معركة على سطح الغلاف

Abstract

معركة على سطح الغلاف سعود البلوي* لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية كتب نزار هذا المقطع الشعري ومضى, لكني تذكرته حينما ذهبت مؤخراً إلى إحدى المكتبات الشهيرة للبحث عن بعض الإصدارات الجديدة, وبعد استعراض لأقسام المكتبة تذكرت أيضاً قصص (عبده خال) الشهيرة: ليس هناك ما يبهج! وخصوصاً بعد مروري بقسم الأدب, الرواية تحديداً, حيث سألت عن عدم وجود بنات الرياض التي سبق أن فسحت, فأجابني المشرف على القسم بكلمة لا أحبها: مُنعت! ولم يحدد جهة المنع. وفيما بعد أخبرني صديق بأن هذا المنع نتيجة قيام بعض هواة المنع برفع قضية ضد كاتبة الرواية (رجاء الصانع) التي دخلت التاريخ ليس من أوسع أبوابه بل من أشد مساراته ضيقاً بذكائها الذي تفوق على إبداعها. وقد سبق لي أن قلت رأيي في الرواية بأنها ليست بمستوى (الزوبعة) التي أُحيطت بها معارضة أو تأييداً. فأي قارئ يستطيع أن يطرح رأياً آخر حول الرواية ويختلف مع أسلوب كاتبتها فنياً وأدبياً بأي طريقة كانت, لكن الذي لا أفهمه هو قيام بعض المواطنين برفع قضية على الكاتبة تم بموجبه منع بيع وتداول الرواية في المكتبات والأماكن العامة والمعارض المتخصصة. لا أعلم كيف يتم هذا الإيقاف- بعد أن فسحت الرواية ووضعت على رفوف المكتبات لفترة - دون حكم قضائي أو قرار وزاري من قبل الجهة المسؤولة (وزارة الثقافة والإعلام)؟! وليس لدي أي قناعة بالمسوغات التي أدت إلى مصادرة حق الكاتبة في وجودها عبر هذا العمل الذي هو الرابط الحقيقي بينها وبين الناس, رغم أن هذه المصادرة للحق لن تؤثر كثيراً في مسيرة التاريخ الذي يمضي قدماً إلى الأمام ولا يمكن أن يعود إلى الخلف كما يعتقد البعض. فالرواية باتت من أشهر الروايات اتفقنا أو اختلفنا حولها, وصار بالإمكان الحصول عليها بأسهل الطرق وأرخص الأثمان؛ حيث يمكن وضعها كاملة في جهاز الهاتف النقال عبر التقنية المجانية البلوتوث , وهذا ما يجعلنا نتساءل: أين المشكلة إذن؟ المشكلة برأيي لا ترتبط بـ بنات الرياض وكاتبتها بقدر ارتباطها بمشكلتين متجذرتين في ثقافتنا العربية هما: القمع والوصاية, وفي كليهما مصادرة لحرية الإنسان وحقوقه الأساسية. لكننا فوجئنا بقضية (المنع) بعد التحول النوعي الكبير الذي أحدثه معرض الرياض الدولي الأول للكتاب والذي نظمته جامعة الملك سعود برعاية كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله, وهذا ما....