فليرمها بـ حذاء

Abstract

نحن السعوديين لم نفاجأ بحيوية الآسيويين عندما تابعنا زيارة خادم الحرمين الشريفين للصين والهند وماليزيا وباكستان.. فآسيا تبدو قارة واعدة على الخريطة العالمية، وقد زادت الأهمية الاقتصادية والسياسية لهذه القارة أضعافاً مضاعفة خلال الفترة القليلة الماضية رغم أن الصين لا زالت هي الدولة الآسيوية الوحيدة التي تتمتع بالعضوية الدائمة بمجلس الأمن وهي الوحيدة بين الدول الآسيوية التي تملك حق «الفيتو» في المجلس! وكانت مجموعة الدول الآسيوية المعروفة ب «النمور الآسيوية» قد أذهلت العالم بالنمو الاقتصادي الذي حققته خلال مدة بسيطة من الزمن فارتفعت إلى مصاف الدول الصناعية وأصبحت تصدر المنتجات التجارية الجيدة إلى الخارج وتبيعها بأسعار زهيدة في أسواق العالم بما في ذلك الأسواق الأوروبية والأمريكية. وقبل ذلك تألقت اليابان على الساحة الاقتصادية العالمية رغم الهزيمة العسكرية القاسية التي تعرضت لها في الحرب العالمية الثانية.. لكنها استطاعت، وبسرعة مذهلة، أن تنهض وتتحول إلى عملاق اقتصادي.. ومن يقرأ تاريخ اليابان القريب يذهل كيف استطاعت هذه الدولة أن تقفز من خانة الدولة المتخلفة التي تئن تحت وطأة العادات والتقاليد البالية وتنتقل إلى مقدمة دول العالم في مجال الصناعة والتقدم العلمي والتكنولوجي وهي الدولة التي كانت حتى الأمس القريب تستمد مقومات اقتصادها بتقليد المنتجات الأوروبية والأمريكية وتعاني من شح الموارد والمواد الخام الضرورية لقيام صناعة قوية.. لكنها استعاضت عن ضعف الموارد الاقتصادية بملكات العقل والمواهب الفكرية والإبداع والابتكار الإنساني! ومن بعد اليابان جاءت تايوان.. وكانت المنتجات التايوانية محل تندر المتسوقين وتعتبر سلعاً رديئة لا تتسم بالجودة وذات أسعار زهيدة وهي في معظمها من السلع الخفيفة البسيطة وفي مقدمتها ألعاب الأطفال والسلع الاستهلاكية العادية.. لكن تايوان سرعان ما تجاوزت هذه المرحلة وصارت تنتج سلعاً تتمتع بالتقنية العالية والجودة الرفيعة.. وقد استطاعت أن تحقق كل ذلك رغم ظروفها السياسية الصعبة ورغم العزلة التي تعاني منها بسبب تقلص علاقاتها الدبلوماسية مع دول العالم بإصرار من الصين التي تعتبر تايوان جزءاً منها. أما النجاح المذهل الذي حققته كوريا الجنوبية فهو يستحق التأمل والدراسة.. ولعل الصورة الذهنية عن الكوريين لدى أجيال من السعوديين ترتبط بالعمالة الكورية البسيطة التي....