من أفكار الإجازة

Abstract

ـ «مسافة السكة»: هذا تعبير مصري صِـرف، يقوله الشخص الذي يهرع إلى من هو قاصد إليه.. ويعني أنه لا يفصل بينه وبين المقصود سوى مقدار الوقت الذي تستغرقه المسافة بينهما، والعبارة خطأ شائع لكنه مفهوم، وقد قيل: (خطأ مفهوم خير من صواب مكتوم)، أو (خطأ شائع خير من صواب ضائع)، ورغم تحفظنا على هذه الأقوال لكنها قد تؤدي الغرض بوجهٍ ما. فالقصد في العبارة هو: انتظار مقدار زمن المسافة.. أو زمن الطريق إليك والأصح أن تكون: زمن السكة.. وفي الأحساء نقول في هذا الشأن بيني وبينك (حَدفَة حصى) أي: مقدار ما تأخذه الحجارة الصغيرة من مسافة ووقت في حال رميها إليك، ويبدو لي أن هذا المثل أفضل وأدقّ، وأكثر واقعية، وهذا يدخلنا في واحة الأمثلة الشعبية واستخدامها ومدلولاتها، وليس هنا مكانها.. وبكلمة: فعبارة (مسافة السكة) عبارة غير دقيقة، والأصح: زمن (السكة).. ـ تقاعُـدُ راتب التقاعد: الحديث عن زيادة رواتب المتقاعدين ليس جديداً فالصحف ووسائل الإعلام تطالعنا كل يوم بتناول هذا الموضوع، ولم يجد حتى الآن تجاوباً حاسماً وسريعاً لهذا الطلب المُلّح مع تنامي متطلبات الحياة وتنوع مصروفات المعيشة، وتعدد مستلزماتها الواجبة والكمالية، حتى يخيل للمتقاعد أن راتبه قد (تقاعد) عن الزيادة مثل صاحبه! وأظن أن المواطن لا يزال يترقب بشغف وانتظار تدخلاً مباشراً من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ شفاه الله ـ، أو من سمو ولي عهده الأمين حفظه الله في ذلك وهما الأبوان الحانيان لنا ولبلادنا.. ـ التأمينات الاجتماعية ومصلحة التقاعد: وما دام الحديث عن التقاعد فهذا يجرنا إلى تساؤل قائم/ دائم أيضاً، لماذا لا تعاد هيكلة ونظام مصلحة التقاعد، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وهما يؤديان غرضاً واحداً وهو رفد المتقاعد براتبه التقاعدي؟ قد يقول قائل إن المؤسسة لها مشاريع استثمارية وخدمية وتتقاطع مالياً ونظامياً مع مصلحة التقاعد، فنقول: لا شيء مستحيل، فبإعادة تنظيم اللوائح للمؤسستين يمكن إدماجهما بحيث تصب الخدمات كلها في مؤسسة واحدة بدلاً من مؤسستين. وفي الواقع ليست التأمينات ومصلحة التقاعد المؤسستين الوحيدتين اللتين تتشابه خدماتهما في المملكة بل هناك عدد مماثل.. يكون أحدها حكوميا والآخر أهليا. وبكلمة: لماذا لا تدمج مثل هذه المؤسسات بحيث تكون واحدة، خدمة للمؤسسة، وللمواطن، وتوفيراً للمال والوقت. ـ وزارة الحرس الوطني: قبل نحو أكثر من 5 سنوات كان الحديث يدور بين عدد من المثقفين السعوديين بعد عودتهم من مهرجان الجنادرية حول أمنياتهم بتحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة قائمة مستقلة وهاهم يرونها كذلك في عهد أول رئيس لها، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شفاه الله.. ونتوقف عند أمرين هامين لهذه الوزارة الفتية: الأول: مستشفى الملك عبدالعزيز (مستشفى الحرس الوطني) الذي يقدم خدمات تخصصية وعلاجية رائعة تنافس سائر المستشفيات التخصصية الأخرى، وتقديم الأدوية اللازمة (التي يتوفر أغلبها، وينقطع بعضها) إلى المواطنين كافة دون شرط أن يكونوا من منسوبي الوزارة، هذا المستشفى هو مفخرة لبلادنا الغالية وهذه السطور هي تحية تقدير وإعراب عن شكر وامتنان لهذا الصرح السعودي.. الثاني: المهرجان الوطني للتراث والثقافة (مهرجان الجنادرية)، الذي يكاد اسمه يطغى على كل ما تقوم به هذه الوزارة من أعمال جمة/ضخمة، إذ استطاع أن يتربع في مخيلة ووجدان المواطن السعودي بقوة وثبات وديمومة، بحيث إنك ما إن تذكر الحرس الوطني إلا وقفز مهرجان الجنادرية، والعكس بالعكس.. والجنادرية تحتفل هذا العام بمرور 30 عاماً على بزوغها، وفي ذلك أتمنى أن تتوافر وتتاح للجميع كل المحاضرات والندوات والأبحاث والكتب التي اقيمت وطبعت خلال هذه المدة بحيث تكون حاضرة في المكتبات العامة والأندية الأدبية والجامعات والمدارس وغيرها، فتحية للجنادرية ومسؤوليها، وقبل أن أغادر هذه النقطة أتذكر مجلة (الحرس الوطني) الرافد الثقافي والمعرفي الجميل وأتساءل: لماذا لم تعد تصدر بانتظام كالسابق؟. المدير الإداري لنادي الأحساء الأدبي