مكافحة الإرهاب .. مسؤولية عالمية
الخلاصة
قبل عشر سنوات تقريبا، دعت المملكة إلى إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، وكانت على رأس الدول التي حذرت من الإرهاب ونتائجه، وانعكاساته على العالم أجمع. فالإرهاب بمفهوم المملكة، هو علة عالمية، وإذا لم تقف الدول ضده بصدق وحراك فاعل، فإنه سيحقق قفزاته القاتلة، وعوائده التخريبية، ومصائبه المتسلسلة. ولم تتوافر للسعودية مناسبة، إلا وركزت فيها على هذا الجانب الخطير. لا توجد منطقة في هذا العالم محصنة من الإرهاب. ولا يمكن لأي دولة أن تدعي أنها تمكنت من محاصرته بمفردها. إنه مسؤولية عالمية من حيث مكافحته، والوصول إلى المرحلة المثلى لتخليص العالم من آفته. مع الأسف، كان التراخي من جانب عديد من الدول في مواجهة الإرهاب، سبباً في تصعيد وتيرته. بعض الحكومات اعتقدت أن قتل قادة تنظيم هنا وآخر هناك، حل للمشكلة! لكن الأمر ليس بهذه السهولة. الإرهاب سرطان، إن لم يحاصر بجدية وقوة، فإنه سيحاصر الأهداف التي يسعى إلى تمزيقها. همة المملكة لم تخبُ على الرغم من عدم تفاعل المجتمع الدولي بهذا الخصوص في المرحلة السابقة، وظلت تتحرك على مختلف المستويات، مركزة على ضرورة التنسيق الدولي لمكافحة الإرهاب. ولهذا السبب وغيره، اعتبرت أن تفعيل المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، يبقى جزءاً أصيلاً من العملية الشاملة، التي تشمل أدوات مختلفة، لأن الإرهاب بات يتمتع بأدوات مختلفة، إلى درجة أن تجرأت تنظيمات بإعلان دول لها، كما يحدث حالياً على الساحة العراقية، وقبلها ومعها الساحة السورية. وتقديم المملكة 100 مليون دولار لدعم هذا المركز المهم، يدخل في إطار سياساتها الشاملة لتحقيق الأهداف المرجوة من الحرب على الإرهاب. فهذا الأخير لا جنسية له، كما أن ضحاياه من كل الجنسيات والانتماءات، وخرابه لا يتوقف عند حدود. لذلك، فإن أي تقاعس في مجال المكافحة، هو محرك جديد للمجرمين القائمين على التنظيمات الإرهابية. لم يقدم مسؤول في هذا العالم كلاما واضحاً عن الإرهاب وآفاته وأضراره وانعكاساته، بمستوى كلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. لقد طرح الحقائق المجردة بعيداً عن أي اعتبارات. طرح ذلك، من مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية. وهو بذلك جرد تلقائياً التنظيمات الإرهابية التي تحتمي بالدين الإسلامي والإسلام منها براء، من كل جهة وكشف أكاذيبها. الإرهاب.. كما نقل عادل الجبير سفير خادم الحرمين في واشنطن، عن الملك عبدالله شر يقلقنا كثيراً، والسعودية تأتي في مقدمة الدول في مجال مكافحة الإرهاب، والأمم المتحدة يمكن أن تلعب دوراً فاعلا لحشد الدعم في هذا المجال. والجبير الذي سلم بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة المساهمة المالية السعودية لـ المركز، يؤكد مجدداً، أن الإرهاب يستهدف الدين الإسلامي البريء من كل ممارسات وطروحات وجرائم التنظيمات الإرهابية التي تتستر بهذا الدين الذي جاء برسالته رسول الإنسانية. إن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب هو الجهة الدولية الوحيدة التي تتمتع بالفعل بشرعية مكافحة هذه الآفة. والقضاء عليها لا يتم بالتمنيات أو التقاعس أو التأجيل أو الفهم الخاطئ الملتبس للإرهاب ذاته، بل بالعمل المباشر الواضح. المملكة تعرف هذه الحقيقة منذ البداية، وتعمل على أساسها، فقد حاصرت الفكر التكفيري بكل أشكاله. ولأن المصيبة عالمية، فإنها لا تستطيع بمفردها أن تحارب على هذه الجبهة. يضاف إلى ذلك الفروع المتعددة للإرهاب ذاته في مناطق مختلفة من هذا العالم. المملكة تبادر وتقدم وتفسح المجال لتحقيق الهدف، المتمثل في إزالة وباء الإرهاب، بأقل الخسائر الممكنة، وتقليل ضحاياه الأبرياء، وحماية دين رسول الإنسانية منه.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
841280النوع
افتتاحيةرقم الاصدار - العدد
7613الموضوعات
مكافحة الارهابالهيئات
المركز الدولي لمكافحة الارهابتاريخ النشر
20140815الدول - الاماكن
السعوديةالعراق
سوريا
الرياض - السعودية
بغداد - العراق
دمشق - سوريا