الحرب من الناحية النفسية

Abstract

بدأ الكاتب بالقول منذ أن خلق الله الأحياء على الأرض، ارتبط وجود الإنسان بالصراع والحقد والحسد والدمار.. وعندما قتل قابيل أخاه هابيل بدأت بذور الحرب، وأصبحت الصراعات والحروب طابعاً مميزاً لهذا المخلوق العجيب: الإنسان. ولقد أظهرت الدراسات التاريخية أن كثيراً من الحروب وقعت نتيجة لطموحات أفراد وليس شعوباً.. وعادة ما يقوم أولئك الأفراد بتلك الحروب من أجل أغراض شخصية ونفسية ومنها فرض السيطرة وذيوع الصيت وتوسيع رقعة دولهم.. ويتميز أولئك الأفراد بطموحاتهم وأحلامهم، بالإضافة إلى أفكارهم الخيالية التي يعتقدون بأنها أفكار واقعية، وجديرة بالتقدير من الآخرين. ويبدو من الدراسات النفسية أن هؤلاء الأفراد يعيشون نوبات من الغرور، ونزوات الطيش، بالإضافة إلى العقد النفسية. ولهذا، فهم يجدون في الحرب مخرجاً مناسباً لمشكلاتهم ومجالاً خصباً لتطبيق أفكارهم على الواقع، كما أنهم يجدون لذة في إذلال الآخرين. والواقع أن جهوداً دولية كثيرة قد بذلت من أجل التوصل إلى تعريف دقيق يحدد الفرق بين الحروب المشروعة والحروب غير المشروعة، انتهت إلى أن معظم الحروب الدفاعية حروب مشروعة، حيث تثأر الدولة المعتدى عليها لكرامتها وحريتها وسيادتها على أرضها. وقد عزا بعض الفلاسفة الحروب إلى تلك النزعة الشريرة الموجودة في النفس البشرية التي تحمل بذور الشر بشكل أكبر من بذور الخير. أما الفيلسوف برتراند راسل فيعزو الحروب إلى نزعة الشقاق والتحدي عند الإنسان.. يقول راسل: "إن الحقيقة الأساسية التي تتسبب عنها الحروب هي أن شطراً كبيراً من بني البشر ينزعون إلى الخصام أكثر مما ينزعون إلى الألفة، ولا يمكن جعل هؤلاء الناس يتعاونون مع بعضهم البعض، إلا حينما يقاومون عدواً مشتركاً، أو حينما يهاجمون هذا العدو المشترك، وهذه هي الحال في حياة الأفراد كما في علاقات الدول". ويبدو أن هذا التحليل الذي أورده الفيلسوف برتراند راسل يعبر تماماً عن العقلية الصهيونية التي تنزع غالباً إلى الغطرسة وعدم القبول بالسلام، لأنها تشعر بأن السلام هو ضد وجودها، بالرغم من أن السلام هو الذي سيحافظ على إسرائيل من عوامل التمزق والحروب التي لن تنتصر فيها هذه الدولة الغاشمة على المدى الطويل. ولاشك أن المبادرة السعودية ثم العربية التي طرحها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قد أوجدت مشروعاً متكاملاً لحل النزاع بين العرب والإسرائيليين من أجل السلام العادل، الذي سيكون في صالح إسرائيل على المدى الطويل.