حديث فخامة الرئيس التركي لزيارة خادم الحرمين الشريفين

Abstract

أورد الخبر أن فخامة الرئيس عبدالله غل رئيس الجمهورية التركية أعرب عن سعادته بالزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لتركيا اليوم، وقال إن هذه الزيارة التي تأتي بعد عام واحد تقريباً على الزيارة الأولى في أغسطس 2006م تجسد بلا شك المستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين بلدينا. / وأوضح فخامته أنه أدرك من خلال زياراته للدول العربية والإسلامية أن هناك احتراماً كبيراً ومحبة صادقة وثقة بالملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وهذه تعد ميزة يتمتع بها ، خاصة أن هذه المحبة والثقة صادقة وحميمية ، وباعتقادي أن هذه الأمور أسهمت وتسهم بصورة ايجابية في القيام بدور يمكنه من حل المشكلات في منطقتنا ، والملك عبدالله له تجربة واسعة في إدارة بلاده ، فمنذ أعوام طويلة وهو على رأس العمل في مواقع مختلفة يقدم خدمات لبلاده ولشعبه ، ولهذا السبب فهو يملك تراكمات من التجربة ، وهذه الخبرة الطويلة مكنته من التعامل بشكل جيد مع القضايا الاقتصادية والتنموية في المملكة من جهة وعلى الإسهام الإيماني الفاعل في القضايا التي تهم منطقتنا والعالم ككل. / جاء ذلك في حديثين أدلى بهما فخامة الرئيس عبدالله غل لصحيفتي الجزيرة والرياض نشرتاه في عدديهما الصادرين اليوم ، تناول فيه عدداً من القضايا الإقليمية والدولية والشأن الداخلي في تركيا. / وأكد أن تركيا والمملكة العربية السعودية ترتبطان بأواصر متأصلة الجذور تاريخياً وثقافياً واجتماعياً ، إضافة إلى أواصر الأخوة والصداقة التي تربط الشعبين ، مما يعزز الأسس المبنية عليها العلاقات الثنائية بين البلدين التي نمت وتطورت في السنوات الأخيرة من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية ، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تأتي لتضيف زخماً جديداً لهذه العلاقات. / وثمن الرئيس التركي خطة خادم الحرمين الشريفين للسلام في منطقة الشرق الأوسط التي تبنتها القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002م وكذلك قمة الرياض عام 2007م أيضاً ، وقال إن تركيا شريكة مع المملكة العربية السعودية ومع كل الدول المحبة للسلام في معالجة القضايا التي تؤثر سلباً على استقرار منطقتنا ، ونحن مستعدون دائماً للمشاركة مع المملكة في كل شأن يخدم دولنا وشعوبنا ، وما يسيء للمملكة يسيء لتركيا ، وما يهمها يهمنا ، فقضية فلسطين ليست قضية العرب فقط ولكنها قضية تركيا أيضاً ، حيث أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار دون أن يتم التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية ترضى عنه كل الأطراف. / وفيما يتعلق بالشأن العراقي شدد الرئيس غل على أن استتباب الأمن في العراق الدولة المجاورة لتركيا من الجنوب وللمملكة من الشمال الشرقي وتأمين السلام والاستقرار فيها بأسرع ما يمكن للحفاظ على وحدة وسيادة أراضيها من أولويات البلدين الأساسية. / وأشار إلى أن الإرهاب ومكافحته من المواضيع التي تشغل بال البلدين ، وهما مصممتان على محاربته بكافة أنواعه بالتعاون مع المجتمع الدولي ، خصوصاً أن المملكة وتركيا يعدان بلدين مهمين وعنصرين للاستقرار في المنطقة. / وتحدث الرئيس التركي عن العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وتركيا وقال / علاقاتنا الاقتصادية تشهد نمواً سريعاً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة ، حيث زاد خلال هذه الفترة حجم التبادل التجاري ثلاثة أضعاف ووصل إلى 3ر3 مليار دولار ، إلاّ أن الإمكانات التجارية الهائلة لبلدينا الذين يتميزان باقتصادهما القوي تفوق هذا الحجم بكثير ، من هذا المنطلق نرى بأن الاستفادة المتبادلة من إمكانات الاستثمار الضخمة بين بلدينا سوف تعود بفائدة كبيرة لشعبينا ، كما أن للمملكة استثمارات كثيرة مهمة في القطاع الصناعي التركي ، والمملكة تتيح فرصاً كبيرة للشركات التركية للعمل في مشاريع البنى التحتية في مدنها المختلفة / وعن الجانب الثقافي أفاد الرئيس غل أن العلاقات الثقافية والسياحية بين البلدين سجلت تحركاً ملموساً في الأعوام الأخيرة ، وهناك تنسيق ملموس ومرئي في المجال الثقافي بين الجانبين ، لافتاً النظر إلى الأيام الثقافية السعودية التي نظمتها في تركيا وزارة الثقافة والإعلام في المملكة في شهر أكتوبر الماضي ووجد إقبالاً كبيراً من المواطنين الأتراك ، كما أنه تمت دعوة تركيا لتكون ضيفة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية في دورته المقبلة ، وهذا شيء مهم وجيد. / وبين أن تركيا أصبحت تجذب اهتمام السائح السعودي في الآونة الأخيرة ، من جهة أخرى فإن عدد الحجاج والمعتمرين الأتراك يزيد عاماً بعد عام ، مما يتيح تعرف الشعبين ببعضهما عن كثب.