عكاظ تستقرئ مضامين كلمة سمو الأمير عبدالله في القمة العربية : منهج عملي وواقعي لموقف عربي موحَّد من الصراع مع إسرائيل

Abstract

تناول الكاتب كلمة سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، التي ألقاها أمام مؤتمر القمة العربي الطارئ، في أبعادها السياسية ومعانيها العربية وجوانبها الوطنية، حيث رسمت خطوطاً سياسية أمنية ومصيرية حمراء لما لا يمكن أن تقبله الدول والشعوب العربية، فيما يتعلق بقضية فلسطين والقدس والانتفاضة الفلسطينية. وتعكس كلمة سموه حرصه الشديد على أمن واستقرار الشعب الفلسطيني ورفاهيته. ولخَّص الكاتب الأبعاد الرئيسية التي طرحها الأمير عبدالله لتفعيل تلك الخطوط الحمراء ووضعها موضع التنفيذ في أربعة مضامين على النحو الآتي : المضمون السياسي وتعكسه دعوة سموه التوقُّف عن إقامة أي علاقات مع إسرائيل وإلغاء إي نوع من العلاقات أو الصلات التي نشأت معها في ظل عملية السلام. وضرورة ربط أي استئناف لهذه العلاقات بإحراز إنجاز حقيقي على كافة مسارات هذه العملية. وتأكيده بأن القدس قضية عربية إسلامية غير قابلة للتنازل والمساومة. وحمَّل سموه أمريكا مسؤولية الانهيار الذي تواجهه عملية السلام. ويتضح المضمون الأمني في الرسالة الأمنية التي وجهها سموه للقمة من مغبة مخاطر التفجير في الأوضاع والانزلاق في دوامة العنف، مشيراً بأن الأمن العربي لا يمكن تجزئته وكذلك الحقوق والكرامة العربية، مطالباً الراعي الأمريكي بردع إسرائيل لإلزامها بمبادئ وأسس مؤتمر مدريد للسلام. أما المضمون الاقتصادي فتمثَّل في دعوة سموه إنشاء صندوقين الأول باسم "صندوق انتفاضة القدس" والثاني باسم "صندوق الأقصى" برأسمال قدره مليار دولار، تساهم المملكة بربع رأسمالهما (250 مليون دولار)، وكذلك تكفُّل المملكة شعباً وحكومة بدعم ألف أسرة فلسطينية من أسر شهداء وجرحى انتفاضة الأقصى. والمضمون الرابع يتجلى في الجانب الإنساني الذى دعا إليه سموه وأكَّد عليه، وهو ضرورة الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وحمايته من أعمال العنف والاضطهاد الإسرائيلي ودعمه سياسياً ومادياً ومعنوياً، وفي هذا السياق تجلَّت إنسانية سموه وقوة مشاعره في عبارته "لا أعتقد أن أحداً منا سينسى صورة الرعب والفزع التي ارتسمت على محيا محمد الدرة قبل أن يفارق الحياة".