قاتل الله الإرهاب

Abstract

قبل أيام تناقلت الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، وما زالت التعليقات تتوالى حول ما أكدته هيئة كبار العلماء في بيانها التاريخي الهام الذي أشارت فيه إلى ""أن أعمال بعض الجماعات، مثل داعش والقاعدة وعصائب أهل الحق وحزب الله والحوثيين، هي جرائم إرهاب ومحرمة، كما أضاف البيان أن ""الأعمال الصادرة عن جرائم الإرهاب التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، أو الأعمال المجرمة التي يمارسها بعض الفرق والجماعات المنتسبة إلى الإسلام، كلها محرمة ومجرمة، لما فيها من هتك للحرمات المعلومة بالضرورة. إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، الموجهة إلى الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، وتحذيره مما يواجه العالم أجمع من خطر الإرهاب هي وثيقة تاريخية وركن متين في جهود العالم أجمع لمحاربة الإرهاب. وأكدت هيئة كبار العلماء في بيانها تحريمها الالتحاق بالقتال في مناطق الصراع مثل العراق وسوريا إلى جانب المجموعات المتطرفة، هذا الموقف بإذاعة هذا البيان يمثل موقفاً ليس بغريب عن هذه الهيئة التي تعتبر أعلى هيئة دينية في المملكة، وهي الجهة الوحيدة المنوط بها إصدار الفتاوى، ووصف بيان هيئة كبار العلماء الإرهاب بأنه أي ""جريمة تستهدف الإفساد بزعزعة الأمن والجناية على الأنفس والممتلكات الخاصة والعامة كنسف المساكن والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور ونسف الطائرات أو خطفها والموارد العامة للدولة كأنابيب النفط والغاز ونحو ذلك من أعمال الإفساد والتخريب المحرمة شرعاً"". فالإرهاب جريمة نكراء يعاقب مرتكبوها بعقوبات رادعة (كحد الحرابة) وهو أشد عقوبة نصت عليها الشريعة الإسلامية ويكون بالإعدام وعرض الجثة في مكان عام لتكون رادعة للناس، كما أشار البيان إلى أن هناك جهات إرهابية منها تنظيم القاعدة وتنظيم داعش إضافة إلى الحوثيين الشيعة باليمن وحزب الله وعصائب أهل الحق. ودعا البيان إلى محاربة الفكر المتطرف وهو أشد بيان من نوعه تصدره الهيئة، وشدد البيان على تحريم الخروج إلى مناطق الصراع والفتنة وأن ذلك خروج عن موجب البيعة لولي الأمر، كما حذرت الهيئة صاحبه من مغبة فعله ووقوعه فيما لا تُحمد عقباه. واعتبرت الهيئة أنه يتعين على الدولة أن تتعقب المحرضين على الخروج إلى مواطن الصراع والفتنة فهم دعاة ضلالة وفرقة وتحريض على معصية ولاة الأمر والخروج عليهم والذي يعتبر ذلك من أعظم المحرمات. وسبق أن أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مرسوماً يقضي بعقوبة السجن لمن يدعم المنظمات المتطرفة أو يسافر للقتال في الخارج ، كما سبق أن أصدر سماحة مفتي عام المملكة موقفه الذي أكد فيه أن العدو الأول للإسلام هي أعمال داعش والقاعدة، وأكد في موقف آخر أنه يجب قتالهم إذا قاتلوا المسلمين. إن في بيان الهيئة الرد الوافي على بعض الكُتَّاب الذين يتفوهون بربط التطرف بالمناهج التعليمية في السعودية، حيث استنكرت الهيئة هذا التفوه من ربط أفكار الإرهاب بالمناهج التعليمية أو بمؤلفات أهل العلم المعتبرة. كما استنكرت توظيف هذه الأحداث للنيل من ثوابت هذه الدولة المباركة القائمة على عقيدة السلف الصالح. إن التطرف والإرهاب ليس من الإسلام في شيء فهو يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل، كما أن الإرهاب يُعرَّض مصالح الأمة لأعظم الأخطار ومن زعم أنه من الجهاد فهو جاهل ضال، فليس من الجهاد في سبيل الله في شيء والإسلام بريء من هذا الفكر الضال المنحرف. فالمملكة العربية السعودية أُبتليت بويلات الإرهاب منذ زمن، وهي أول من دعا عملياً إلى محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه وساهمت وتساهم في كل جهد دولي لمحاربة الفكر الضال المنحرف المؤدي للإرهاب، نسأل الله أن تتكلل هذه الجهود باقتلاع جذور الإرهاب وتجفيف منابعه لكي يسود السلام والمحبة العالم أجمع. amohorjy@kau.edu.saللتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain