القرار الحكيم... ألجم «فوضى» الفتاوى
التاريخ
2010-08-22التاريخ الهجرى
14310912المؤلف
الخلاصة
القرار الحكيم... ألجم «فوضى» الفتاوى ياسين البهيش - جدة Related Nodes:mon.jpgمنذ فجر التاريخ ، ومروراً بحكماء أوروبا، والجزيرة العربية، وكوكبة المفكرين والعلماء، الذين قدَّموا للبشرية ذلك الكم الهائل من الإبداع الفكري والعلوم، مع الفطرة السوية، والاختيار السليم، والإجماع على تفويض المفكر المبدع لنشر فكره، وإزاحة الأفكار الضالة، فصنعوا هذه الحضارة الإنسانية والمدنية البشرية حتى بلغوا الفضاء، وعمَّروا الأرض، وابتكروا الآلات البرية والبحرية والجوية وأنواع الأجهزة الطبية والإلكترونية كافة، وعلوم الذرة وصناعاتها.وأسهم العلماء المسلمون إسهامات كبيرة، فوضعوا الأسس العلمية لكل العلوم الحديثة والصناعات العصرية، ومرت على المسلمين فترة من الركود، فجاء الملك المؤمن المؤسس عبدالعزيز آل السعود، ففتح مجالات العلوم والإبداع، وأكمل أبناؤه البررة نهجه، وتوَّجها الملك عبدالله، خادم الحرمين الشريفين، بالإصلاحات العظيمة، وابتعاث ذلك الكم الهائل من الطلاب، ووقف وقفته الحازمة بمنع الفتاوى إلا من هيئة كبار العلماء، لمنع تضاربها، والبلبلة الناتجة عنها.ولابد من اتباع الآلية العلمية لتفويض المفكر المبدع ومنحه المكانة التي يستحقها! التي تقتضي المرور عبر سلسلة من الترشيحات «الفلترة» حتى يكتسب الصفة العلمية الراجحة والراسخة، (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأُخر متشابهات، فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا وما يذَّكر إلا أولو الألباب) الآية، ويُمنح الأهلية العلمية من الجهات الأكاديمية «العلمية» المخوَّلة بالمَنْح والإجازة، وبذلك فقط يتم اختيار «انتخاب» العالم الحقيقي، «كما يحدث في كل الأمم المتقدمة عند ترشيح وزرائهم وقضاتهم ورؤسائهم، وكل المناصب القيادية والعدلية».كل الأمم تحتاج إلى العلماء الحقيقيين في كل مجالات العلم «وليس المتعالمين، الذين لا يخدمون العلم أكاديمياً»، نعم، العلم للجميع، ولكن هل يعني هذا أن الجميع يأخذون كراسي الإفتاء؟ ويُصدرون الفتاوى؟... فلا بد من الوصول إلى من هو قمة في العلم وفي المجال المتخصص فيه، ونفوِّضه حق الإفتاء، فليس كل من تعلًم شيئاً يحق له الإفتاء وإصدار الفتاوى! فهو ليس في موقع مسؤولية! وحتــــى الســـفينة لا يمكــــن....
المصدر-الناشر
صحيفة الحياة الطبعة السعوديةرقم التسجيلة
409725النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
17306الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةالفتاوى الشرعية
الهيئات
جمعية علماء المسلمين - السعوديةالمؤلف
ياسين البهيشتاريخ النشر
20100822الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية