القوى الأمين
Date
9-3-2007xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14280219Author
Abstract
ذكر الله في كتابه وصفين عظيمين غاية في الدقة والأثر، وهما: القوة والأمانة وهما الوصفان الرئيسان الواجب توافرهما في حق كل من تولى مسؤولية أو أمانة. والمسؤولية أمانة عظيمة وتبعاتها خطيرة في الدنيا والآخرة! وولي الأمر له نوابه ووزراؤه الذين ينوبون عنه في تصريف أمور الناس والقيام على مصالحهم مؤتمنون على ذلك؛ وولي الأمر خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله - كان صريحاً صادقاً - كعادته - عندما خاطب الوزراء والمسؤولين ليلة إعلان الميزانية، وذكر بوضوح أن الخير موجود والمال وفير - ولله الفضل - ولا يبقى إلا العمل والإنجاز! ومع ما أنعم الله به على هذه البلاد من خيرات تعظم الأمانة ويتأكد الواجب وإن من أولى الأولويات هي إغناء الناس وإنقاذهم من الفقر والحاجة، وكذلك توفير الحاجيات الضرورية وعلى رأسها: الرعاية الصحية الجيدة وحق المواطن في توافر العلاج المناسب وفي كل مدينة من المدن على حد سواء. ولكن الملاحظ مما نسمع ونشاهد من واقع عامة الناس أن المرضى ولا سيما في المدن غير الرئيسة يعاني الكثير منهم من قصور واضح في الجوانب الصحية التي لا تقبل أدنى تقصير أو تأخير، فتجد الواحد منهم يعاني من أكثر الحالات حرجاً ومع ذلك لا يجد العناية المتخصصة أو يعطى الموعد بعد أشهر أو عام! وهل صحة الإنسان هينة إلى هذا الحد؟! ولذلك يضطر أكثرهم الى المستشفيات الخاصة أو قل: للشركات الخاصة التي همها الأول استنزاف أكبر قدر من المال من جيوب المرضى والملتاعين. ولماذا يضطر المواطن سواء القادر أو غير القادر الى مثل هذه المستشفيات التجارية وهو في بلد معطاء كريم تعدى خيره ونفعه أنحاء الأرض!! يا خادم الحرمين - وفقك الله وحفظك - لقد صدقت وأنصفت وأوصلت الرسالة وافية صريحة، ولكن الأمر يحتاج إلى عزمة وعزيمة من المعنيين لتصحيح أوضاع الخدمات الصحية بما يليق بمكانة الوطن وحق المواطن، ففي الناس من يقطع المرض أوصاله أو ينظر إلى قريبه يعاني: وهو يتردد بين المستشفيات اما لا يجد سريراً واما لا ينال دواء أو طبيباً مختصاً أو جهازاً خاصاً!! وصحة الإنسان أغلى ما يملك وأوجب ما ينبغي العناية به وكما جاءت التوجيهات الملكية الكريمة بتطوير برامج التعليم وصرف لذلك المشروع الكبير والمهم تلك الميزانية الكبيرة فإن الصحة ليست أقل شأناً بحال. إن الوطن بحاجة في كل جهة ووزارة إلى القوي الأمين الذي يقدر الأمانة حق قدرها وينصح للعباد والبلاد ويجتهد في أداء الأمانة ما وسعه ذلك. أصلح الله الأحوال ووفق ولي أمرنا لكل خير وصلاح. (*) الطائف
Publisher
صحيفة الجزيرةVideo Number
409979Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
12580The name of the photographer
فهد بن سعد الجهنيDate Of Publication
20070309Spatial
السعوديةالرياض - السعودية