دائرة الإحراج.. المشايخ ودائرة الحرج!!

Abstract

د. السنوات الأخيرة شهدنا كمسلمين وكمجتمعات عربية حراكا فكريا إسلاميا مغايرا لما عهدناه وألفناه مما كان يدور في مجالس النخبة من أهل العلم والاختصاص في قضايا الخلاف والاجتهاد دخلت فيه أطراف عدة ، وزادته البرامج الحوارية المباشرة انتشارا واختلافا أيضا . د. شروق الفوازفي السنوات الأخيرة شهدنا كمسلمين وكمجتمعات عربية حراكا فكريا إسلاميا مغايرا لما عهدناه وألفناه مما كان يدور في مجالس النخبة من أهل العلم والاختصاص في قضايا الخلاف والاجتهاد دخلت فيه أطراف عدة ، وزادته البرامج الحوارية المباشرة انتشارا واختلافا أيضا . هذا الحراك ولّد موجات متتابعة مختلفة المراكز زادت دائرتها حتى حركت كثيرا من السواكن ، وأثارت القلق على ما حملته معها من تناقضات أو اجتهادات مناقضة للمألوف قد تتداعى عواقبها وتستفز الجاهلين للنيل من هيبة الاسلام وثبات أحكامه. تراجُع بعض المشايخ أو فقهاء الدين عن بعض فتاواهم وارتجال آخرين لفتاوى أخرى كان له وقع كبير زادته وسائل الاعلام والاتصلات اشتعالا لتقسم الناس لفرق بعضها قادها فيها الهوى وأخرى كان فيها العقل والمنطق سيدا. ليأتي قرار الملك عبدالله الحكيم بتقنين الافتاء وقصره على أعضاء هيئة كبار العلماء ومن يؤذن لهم من الفقهاء ممن يشهد لهم بالكفاءة وسعة العلم والقدرة على الافتاء كصمام أمان يمنع عن المجتمع فتناً ومناوشات تثير ولا تسر وتضيع الوقت أكثر من أن تفيد. كما أنه قد يرفع عن بعض المشايخ الحرج الذي قد يسببه له ظهوره المباشر في وسائل الاعلام عندما يباغته سائل بسؤال قد يجر وراءه موجة وربما زوبعة من النقاش على ما قاله ذلك الشيخ أو أفتى به وعن ما يقابله من تناقضات من اجتهادات سابقة من الشيخ او شيخ آخر. وإنه من الانصاف أن نتحمل كمجتمع بعضاً من المسؤولية فيما شجعنا فيه البعض على التصدر للفتوى في قضايا ليست أساسية وفيما أضرمناه فيها من آراء مشتعلة لأن في داخل كل واحد منا ضميرا وعقلا يقودانه نحو هدفه من طلب الرأي أو الفتوى في أي قضية دينية وهو عدم الاخلال أو تجاوز تعاليم الاسلام . لذا يجب علينا أن نحسن اختيار من نقصده في أي فتوى ، وأن لانعتمد على البرامج الحوارية في طلب الفتوى لأنها قد تؤدي لفتوى سريعة أو ارتجالية دون بحث أو استقصاء . صحيح أن هذه البرامج قد ساهمت في نشر الوعي في كثير من قضايا الدين في شرائعه ومعاملاته وآدابه ولكنها أيضا قد فتحت بابا متعجلا للفتوى قد يضطر فيه الشيخ أو المفتي للرد وهو في دائرة الحرج من الاتهام بعدم العلم أو ضيق الوقت ، قد لا يسعفه معها حسن التصرف بالامتناع عن الفتوى أو الرد بلا أعلم او سأبحث وأرد. كما ان المعايير التي يتم فيها اختيار الشيخ قد تكون متفاوتة من برنامج لآخر وقد تسهم في انتشار شيخ ورفع شأنه على آخر دون أن تكون هنالك مفاضلة حقيقية في درجة العلم والكفاءة!خصوصا بعد أن يقع الشيخ في دائرة الضوء وتتخاطفه القنوات ويقع تحت إغراء الشهرة ومآخذها!