مؤتمر الرياض العربي والطالباني الكوردي
التاريخ
2007-05-02التاريخ الهجرى
14280415المؤلف
الخلاصة
مؤتمر الرياض العربي والطالباني الكوردي تصدر للمرة الأولى، في تاريخ السياسة العراقية، الوفد العراقي إلى مؤتمر قمة عربية كورديان: رئيس الجمهورية جلال الطالباني، ووزير خارجيته هوشيار زيباري. كانت هاتان المنزلتان عربيتين بلا منازع، وربما شيد مثل هذا العُرف حاجزاً نفسياً بين الكورد وبغداد. وكانت الذريعة أن المحيط العربي لا يتقبل صلة من خارج جنسه! وهي ذريعة أسقطها مؤتمر القمة الأخير بالرياض. وقبل هذا لم يتعذر وزراء الخارجية العرب بلكنة لسان الوزير زيباري، وهي تبدو أفصح وأوضح من بعض العرب أنفسهم. هذا، مع علمنا أن من أفاضل مدرسي نحو وصرف العربية بالعراق كانوا كورداً وتركماناً وكلداناً ومن آل آشور. وقد يزال العجب إذا علمنا أن الفقيه الشافعي الكوردي عبد الله البيتُوشي (ت نحو 1796) لُقب لتضلعه بالعربية بسيبويه الثاني (الآلوسي، مختصر التحفة). وهو المولود في قرية بيتُوش عند منحدر الزاب الأسفل، والدارس ببغداد! فأين نحن العرب العراقيين من لغة أبناء وطننا! وعلى العموم، ليس هناك أكثر حفظاً لشعر الجواهري من الطالباني، ومات الشاعر وهو يضع على رأسه غطاءً مهدى منه. وكان كورد العراق سباقين إلى تكريم الشاعر (العام 2000)، وتراه أورد في قصيدته «كوردستان» ما يبرئ بقية العراقيين من نكبات الدولة ضد مواطنيها: «يا ابن الشمال ولستُ مسعر فتنة.. أنا في وداعتي الحَمام وأَنعم». قالها في زمن كانت الدارعات تقصف المكان. وحينها، حسب شاهد عيان، هو الباحث التركماني فوزي عبد الرزاق، أن تحلق طلبة كلية الشريعة بصحن الإمام أبي حنيفة ببغداد حول الرئيس عبد السلام عارف (قُتل 1966)، ولما خاطبه الطالب الكوردي ملا محمود: «يا سيادة الرئيس رحمةً بالكورد»! رد عليه بقسوة التفرد القومي: «إلي يحرك ذيله انقطع رأسه»! والشيء بالشيء يذكر، لما طُلب منه بناية جديدة للكلية المذكورة أجاب الرئيس بالقول: «الفلوس عند العروس، والعروس بالحمام»! انتهت تلك الأيام، وخرجت العروس، وأصبح من الكورد رئيساً! لا أخفي غبطتي بمشهد استقبال الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده رئيس العراق الكوردي، لحضور المؤتمر (19) من مؤتمرات القمة العربية، وهي المرة الأولى قطعاً. إنها خطوة نحو تكريس الوحدة العراقية الصحيحة، والتحرك سوية من صرة العراق بغداد، تلك الوحدة التي ظلت طوال عقود من الزمن مجرد مجاملات، والتي لا نرجو دوامها بثياب المحاصصة، وهي أسوأ وأشنع!....
المصدر-الناشر
صحيفة الشرق الأوسط - طبعة القاهرةرقم التسجيلة
411748النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
10382الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودجلال طالباني
عبدالله البيتوشي
فوزي عبد الرزاق
محمد مهدى الجواهرى
ملا محمود
هوسيه دفنيشيا
المؤلف
رشيد الخيونتاريخ النشر
20070502الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
العراق
البصرة - العراق
الرياض - السعودية
بغداد - العراق
كردستان - العراق