خطاب الملك ومقتضيات المرحلة
Date
2008-03-16xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14290308Author
Abstract
عندما يخاطب ولي أمرنا مجلس الشورى، فإنه يخاطب الأمة كلها ممثلة في هذا المجلس. ولذا أضحى هذا اليوم من كل عام يوما تحرص فيه الأمة على الاستماع إلى هذا الخطاب الشامل، الذي يعد بمثابة تقرير سنوي عن حالة البلاد السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وبالأمس استهل خادم الحرمين الشريفين خطابه بتذكير الجميع بحقيقة مهمة. وهي أن التحديات التي تواجه أمتنا ومنطقتنا اليوم، مختلفة عن تحديات الأمس. فعالم اليوم قاس، قلق, ومتقلب، والمحافظة على مكتسبات الأمة تستدعي من جميع أفرادها، توثبا جادا، وقلوبا يقظة، وتغليبا ذكيا لما فيه مصلحة الأمة على كل ما عداها من المصالح الشخصية. إن التحديات والمخاطر التي تواجهنا اليوم تتطلب من كل المخلصين التسلح بالعزائم الصادقة، والمقاصد الخالصة لحماية هذه المسيرة من العواصف والأنواء التي تدور حولها. من رحمة الله على أمتنا أن حفظ لها استقرارها السياسي طوال العقود الماضية منذ تأسيسها حتى يوم الناس هذا. وهو مطلب للبلاد للانطلاق نحو تخطيط وتنفيذ برامج التنمية التي رفعت من مستوى معيشة السكان ونقلتهم من حياة الأجداد البسيطة إلى ما هم عليه الآن من مدنية ورفاهية، فيما تراجعت مستويات مجتمعات حولنا كانت سابقة لنا في درجات الحضارة, لكنها فقدت استقرارها السياسي. ولعل من أهم التطورات التنظيمية التي جرت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله, أيده الله، هو إعطاء إشارة البدء لإنشاء وتكوين مؤسسات المجتمع المدني، التي أصبحت ضرورة تتطلبها تغيرات الأحوال وتبدلات الزمان، لتساعد وتقف جنبا إلى جنب، مع الأجهزة الحكومية ومؤسسات السلطة التنفيذية الأخرى، في خدمة المواطنين وسد حاجاتهم. فكانت المجالس البلدية وجمعية حماية المستهلك، هذا فضلا عن الهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، ثم الهيئة العامة للإسكان, وهي مؤسسات بالغة الأهمية سيتوقف على مدى فاعليتها حل الكثير من المعوقات والعقبات التي تعطل مسيرة التنمية الشاملة في مجتمعنا. ومع أن برامج التنمية بدأت قبل أكثر من 45 سنة، إلا أنها اليوم تجاوبت مع مقتضيات المرحلة بالتركيز على جودة البرامج ونوعيتها وأختار تلك التي تعلي من الفوائد والمكتسيات بعيدة المدى، فضلا عن حماية مصالح الأجيال المقبلة في الثروة الحالية. لم يعد نجاح برامج التنمية يقاس بضخامة مبلغ الاعتمادات المالية، وإنما بنوعية هذه البرامج. رأينا ذلك في مجال التعليم العالي عندما تبنى خادم الحرمين الشريفين رعاية مشروع جامعته للعلوم والتقنية، متخطيا بذلك الإجراءات والتعقيدات البيروقراطية التي عطلت مسيرة التنمية في بلادنا في وقت ما. لقد أضحى جليا اليوم أن العدالة ونشر خيرات البلاد على أطرافها، ودعوة الناس والجماعات للحوار الوطني والتلاقي الأخوي بدلا من الاحتقان وتسلط فئات على أخرى، والبدء في السماح للنخب بالمشاركة في تحمل الهم الوطني والمسؤوليات الاجتماعية واتخاذ القرارات، هي من أكبر الضمانات لاستقرار المجتمع ومواجهة تحديات المتطرفين التي كان يمكن أن تعصف بمكتسبات الأمة وتحيل البلاد إلى مستنقع آخر من المستنقعات التي بتنا نراها حولنا. سيكتب التاريخ أن عهد هذا الملك هو عهد الرحمة والإنسانية ورعاية الفقراء، ونسأل الله أن يوفقه وولي عهده لإكمال مسيرة الأمة وحمايتها مما يحوم حولها.
Publisher
صحيفة الاقتصاديةVideo Number
411835Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
5270Topics
الجامعات والكلياتالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية - التخطيط التربوي
السعودية - مجلس الشورى
المجتمع السعودي
الميزانية
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية)
Organization
الهيئة العامة للاسكان - السعوديةالهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد - نزاهة - السعودية
جمعية حماية المستهلك السعودية - السعودية
مجلس الشورى - السعودية
The name of the photographer
مقبل الذكيرDate Of Publication
20080316Spatial
السعوديةالرياض - السعودية