حتى نبقي مبادرة الملك عبدالله لحوار الأديان قائمة
التاريخ
2010-07-18التاريخ الهجرى
14310806المؤلف
الخلاصة
ما ميز المرحلة الثالثة للحوار هو أنها قامت بنقل المبادرة إلى المستوى السياسي كون قضية الحوار كان يراد لها من قبل العديد من الأطراف أن تظل محصورة على نطاق أصغر ومحدود ضمن القادة الدينيين أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم عدة خطوات لا شك أن التاريخ سيسجلها كعلامات فارقة، ومن هذا المنطلق فإننا لا نتحدث فقط عن قرارات أو أفعال للزعماء كما نتحدث بصورة عامة وإنما عن خطوات محورية ساهمت في تغيير مجرى الأحداث بما يسمح لهذه الخطوات أن تكون نقطة انطلاق لتغيير في النموذج الفكري (Paradigm-shift) القائم وأن تساهم مثل هذه الخطوات في صناعة المستقبل بما يسمح لنا أن ننظر لها مستقبلاً على أنها كانت أحد الانعطافات التاريخية المهمة. هذه المقدمة الصغيرة مهمة لأنها تعكس موقفاً تحليلياً محايداً تجاه مبادرة الملك عبدالله لحوار الأديان، وعلينا في المقابل أن نعي أهمية هذه المبادرة لا لما تعكسه من مثل وأفكار فقط وإنما لما تحمله من تأثير يمكن إذا تم استثماره والعمل به بشكل صحيح أن يساهم في صناعة المستقبل وأن تكون علامة مضيئة لنا جميعاً نفتخر بإسهامنا فيها، وليس أدل على أهمية هذه المبادرة من كونها باتت ينظر إليها على أنها إحدى ركائز قوة الدولة السعودية، فالحرمين والنفط والاقتصاد وحجم الدولة ينظر لهم على أنهم من عوامل قوة سياسة المملكة، واليوم أصبحت مبادرة الحوار أحد الأمور التي يشار لها عند الحديث عن المملكة وعن الملك عبدالله وأصبحت إحدى نقاط القوة الناعمة للمملكة على الصعيد الخارجي، مما يحتم علينا أن ننظر بعين الاعتبار لهذه المبادرة من زاوية أخرى ويحتم علينا أن ننقل هذه المبادرة إلى آفاق أوسع. مبادرة الملك عبدالله تنطلق من رؤية مفادها أهمية تغليب لغة الحوار للعمل على حل المشاكل والاختلافات وهو الذي بدأ بتأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في أعقاب الأزمة التي تكشفت لنا بعد تفجيرات عام 2003 في المملكة وإذا كان الحوار الوطني بمراحله المختلفة أبرز إيجابيات وكشف عن سلبيات فإن بعض الانتقادات التي وجهت للحوار الوطني تكشف في حد ذاتها نجاحاً لهذه المبادرة في إرساء المفهوم الأساس الذي وجدت من أجله، فالانتقاد هنا دليل على أن هذه المبادرة بناءة ولها مردود ملموس يجب مواصلة العمل عليه وتفعليه خطوة بخطوة مع مرور الوقت، فالجو العام إيجابي ومدى سرعة نتائجه....
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
412148النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3579المؤلف
سعود عبدالعزيز كابليتاريخ النشر
20100718الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية