عجيب أن لم تسمع صراخهن لا جدالهن

Abstract

عجيب أن لم تسمع صراخهن لا جدالهن عبد الرحمن الوابلي في مقال للأستاذ العزيز الزميل نجيب عصام اليماني في صحيفة عكاظ في يوم 15/11/1430، تحت عنوان «خطاب الشارع منزه عما نسبته له آل الشيخ من ألفاظ» يرد فيه على مقال للزميلة العزيزة الكاتبة حصة آل الشيخ، نشرته في «الوطن» في 5/11/1430، أخذ الزميل نجيب يتفنن في تصيد، ما اعتقده زلات في مقال الزميلة حصة، وكأنه كما يقال «جاب الذيب من ذيله»!. والحقيقة أن مقالها من أوله حتى آخره، مفهوم المقصد والمراد والمبتغى. وهو تطهير خطاب الشارع وتنزيهه من ألفاظ العامة والشوارع. حيث استعرضت الكاتبة في مقالها الخطاب الديني العامي الشعبوي الفحولي المتغطرس في فحولته وكبريائه، الصريح بجهله وسخفه في الحط من المرأة ككيان وشأن وإنسان، وفضحت عوراته وكشفت سوءاته؛ وليس، كما اعتقد الزميل نجيب، الخطاب الديني الرسمي المتمثل بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.ولا يمكن أن يخطر على بال سعودي، أن تأتي كاتبة سعودية أو كاتب سعودي؛ ناهيك عن أن تكون كاتبة رصينة، تتقلد موقعا تعليميا مهما، مثل الزميلة حصة، وتحط لا سمح الله، منه وتوقعه باسمها وتنشره للملأ عياناً بياناً.والغريب والعجيب كذلك أن الأستاذ نجيب لم يلاحظ الغضب المضاعف الذي يكاد يتفجر من مقال الكاتبة، غضبها الأول ناتج من التطاول بالتشويه والحط من قداسة ورفعة ورقي النصوص الدينية (القرآن والسنة). وغضبها الثاني ناتج من التطاول على آدميتها كامرأة، ومحاولة الحط من قيمتها وعليه هضم حقوقها كمواطنة والعبث بمشاعرها كإنسانة سوية، وبناتها وأخواتها وبنات جنسها كافة. فبالنسبة لي ولك كذكور، مسألة نقاش حال المرأة في التراث، قد تكون مسألة ترف ثقافي، أما بالنسبة لهن، فالمسألة مسألة وجود، تصل لحد الموت والحياة.فالمرأة لدينا بشكل، عام أخذت تتعرض للإهانات تلو الإهانات المتلاحقة والمتلاطمة قولاً وفعلاً من الخطاب الشعبوي الذكوري المتغطرس في تجبره وصلفه؛ وصلت ليس فقط للحط من آدميتها وكرامتها، بل وحتى للتعرض لحياتها. ولذلك أخذت الزميلات الكاتبات بالذود ليس فقط عن كرامتهن المهدرة، ولكن أيضاً للحفاظ على حياتهن، وحياة بنات جنسهن. ولا غرابة عندما أخذت تتحول بعض كتاباتهن الرصينة إلى «صراخ» لا قلب ولا روح لمن لم يفجر آذانه صراخهن. خاصة بعد حادثة غدر الشاب العشريني بأختيه المغدورتين. إذ طالبت معظم الكاتبات بأخذ القصاص منه؛....