ما أعظمه من ملك

Abstract

الجمعة, 16 يناير 2009د. سعود صالح المصيبيحكانت هذه هي العبارة التي نطقها لساني بشكل عفوي وأنا اقرأ البشرى التي نقلتها الصحف المحلية عبر وكالة الأنباء السعودية بشأن تحسين مستويات المعلمين والمعلمات وفيها ينهي خادم الحرمين الشريفين الملك الفارس عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله معاناة 12 عاما لنصف المعلمين والمعلمات تقريبا الذين يعملون على مستويات وظيفية اقل من المستحقة لهم حيث صدر توجيهه الكريم يحفظه الله باستحداث 204.056 وظيفة لتسوية أوضاع المعلمين والمعلمات وفقا للمستويات المناسبة لمؤهلاتهم العلمية.. وتضمن الخبر تصريحا لمعالي وزير الخدمة المدنية الاستاذ محمد الفايز الذي اكد بأن هذه الموافقة الكريمة جاءت على ما انتهت اليه اللجنة الوزارية المشكلة بأمر خادم الحرمين الشريفين بناء على اقتراح وزارة الخدمة المدنية بدراسة تحسين الأوضاع الوظيفية للمعلمين والمعلمات الذين تم تعيينهم على مستويات بسلم رواتب الوظائف التعليمية تقل عن المحدد لمؤهلاتهم حسب ما نصت عليه لائحة الوظائف التعليمية (التعليم العام) مؤكدا الفايز بأن إحداث هذه الوظائف بهذا العدد الكبير يأتي لتجسيد حرص خادم الحرمين الشريفين على كل ما يعزز برامج الدولة وتطلعاتها لرفع كفاءة العاملين في مختلف الاجهزة الحكومية.وبحكم تجربتي في مجال التربية والتعليم فقد كنت متابعا لهذا الموضوع منذ سنوات ومن خلال مناقشات في الاعلام التربوي في الوزارة وبرنامج الميدان التربوي التلفزيوني وكان الوضع غير منصف لهؤلاء المعلمين والمعلمات الذين يحملون مؤهلات جامعية ويتم تعيينهم على مستويات أقل بخلاف الذي نص عليه سلم الوظائف التعليمية وهم بذلك يشعرون بالنقص تجاه زملائهم الذين تعينوا وفق النظام.. ولاشك ان الموضوع عندما وصل للملك الفارس حفظه الله فهو كما عرف عنه ملك الانصاف والعدالة الذي وافق على توصيات اللجنة وعلى تعديل الوضع الخاطئ رغم ضخامة عدد الوظائف التي أرى أن وظيفة المعلم تستحق كل تكريم وتقدير وهذا التعديل والتحسين يتوافق مع توجيهاته حفظه الله لتطوير التعليم ومع العشرة المليارات التي امر بها لتطوير التعليم العام لأن تطوير المعلم أساس لتطوير أي مرحلة تنموية وما وصلت اليه بلادنا من نهضة وتطور كان بفضل الله ثم بفضل أسس التعليم التي وضعها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وابناؤه من بعده وكذلك جهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله أول وزير للمعارف والمعلم هو صلب العملية التعليمية.. وأدعو إخواني وأخواتي المعلمين والمعلمات أن يستشعروا هذا التكريم بمزيد من الجدية والحرص والاعداد الجيد بالقراءة والتحضير لهذه العقول وتطوير الذات لما يواكب عصر العلم والتقنية والمعلومات.. وأدعو كذلك وزارة التربية بسرعة تطبيق معايير اختبارات المعلم بحيث لا يدخل المهنة الا من هو مؤهل لها والحزم في التقويم وتطوير الذات لأن هذه المهنة يجب ان تكون للأميز والأفضل ومن لا يطور ذاته ينبغي إبعاده منها.. وتجربة كثير من الدول في نظام رخصة المعلم ينبغي تطبيقها لمكافأة المتميز وحفزه وتقليص غير الجدير بها وإبعاده.