أشقاؤنا الأتراك ..طموح وحيوية لا تتوقف
Date
2006-08-08xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14270714Author
Abstract
تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ( حفظه الله ) إلى تركيا في إطار تعزيز التعاون و العمل الإسلامي المشترك، فتركيا ذات رصيد حيوي في العالم الإسلامي، ولها ثقلها المهم، وهي أحد أبرز القوى الصاعدة في المنطقة و العالم.و الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة من الرئيس التركي احمد نجدت سيزر هي الثانية لزعيم سعودي إلى هذه الجمهورية وتأتي في توقيت دقيق و حساس بالنظر إلى ما يحدث في لبنان و فلسطين و العراق ، وقياسا بخمسة و سبعين عاما من العلاقات بين البلدين فإن النتائج متقدمة و متطورة فقد تم بناؤها على قاعدة من اتفاق تجاري و اقتصادي و تقني يتم تفعيله بشكل تلقائي، وزيارة خادم الحرمين الشريفين الحالية تأتي لدعم هذا الاتفاق من خلال توقيع ست اتفاقيات جديدة طويلة الأجل في مقدمتها و لأول مرة اتفاق للتعاون العسكري و آخر لحماية الاستثمار المشترك. القيمة السياسية و الاقتصادية لتركيا كبيرة بما يتناسب مع الاهتمام بها وتعزيز التعاون معها، وأشقاؤنا الأتراك أهل عزم و لا تنقصهم الحيوية و العقل الاقتصادي و السياسي الذي يجيد التطور و صناعة الواقع برؤى ثاقبة ، والجمهورية التركية ورثت دولة ذات حضور تاريخي كبير يدعم توجهاتها في مختلف المجالات ، ولذلك ظلت تركيا رقما دوليا بارزا إضافة إلى حضورها الإقليمي القوي، والسياسة التركية ظلت تتمتع بفطنة دبلوماسيتها في كثير من الأزمات و القضايا المعقدة، فالأتراك لديهم كياستهم و أفقهم في إدارة و معالجة المشكلات ويتمتعون بالنفس الطويل و الصبر على النتائج بغية الحصول على نتائج حاسمة. وعلى هذه الخلفية فإن مباحثات خادم الحرمين الشريفين مع القادة الأتراك خلال ثلاثة أيام من المتوقع أن تثمر نتائج متميزة على الصعيد الثنائي و على صعيد قضايا المنطقة خصوصا و أن هناك توافقا مبدئيا تجاه ما يدور من أحداث، و من المؤكد أنه سيكون لهذه الزيارة ما بعدها من جهة استخدام تركيا لنفوذها مع الغرب و إسرائيل فيما يختص بالأزمة اللبنانية أو من جهة تطوير علاقات التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية و التجارية و التقنية إضافة إلى المجال العسكري الذي دخل حديثا في تعزيز علاقات البلدين. إن تركيا من الدول المتميزة في نموها ومن المهم تطوير العلاقات معها ، ذلك لأنها هي من أهم الأقطاب الإسلامية الكبيرة التي ينبغي رفع درجات التعاون معها و الاتفاق معها على كثير من القضايا التي تهم العالم الإسلامي فضلا عن مواقفها المشرفة دوما تجاه الحق العربي، وبعدها الإسلامي التاريخي العميق ، أضف إلى ذلك ان مساحات التلاقي معها كبيرة وهي ممن يمكن الاطمئنان إليها والوثوق في صدق نياتها إذ لم تخذل تركيا محيطها الإسلامي أبدًا وكانت مواقفها واضحة وقوية دومًا, وذلك ما يجعل القيادة السعودية تعمل على تطوير العلاقة معها وتعزيزها بمزيد من الاتفاقيات والتشاور معها في كثير من القضايا, فالقواسم المشتركة بين سياسة البلدين ورؤيتهما للأمور شفافية كثيرة وكبيرة. وزيارة خادم الحرمين الشريفين التاريخية لتركيا تمثل نقطة تحوّل مهمة في اتجاه دفع ودعم العلاقات التي حافظت على نفسها تلقائيًا واستطاعت بحكمة قادة البلدين التغلّب على كثير من المشكلات الصغيرة ومنعها بإرادة قوية من أن تكبر و تصبح خصما لهما، والاتفاقيات التي يتم توقيعها بين البلدين تفتح الآفاق لمزيد من التعاون مع دولة و شعب عرفهما التاريخ بالطموح و الحيوية و الإرادة القوية، وفضلا عن ذلك فإن العلاقات السعودية - التركية ينبغي أن تظل في خانة النموذج و المثال لأنهما من كبار الأقطاب الإسلامية و التوافق بينهما يصب في خاتمة المطاف في صالح المسلمين جميعا .. بل وفي صالح الازدهار والاستقرار العالمي .
Publisher
صحيفة اليومVideo Number
418422Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
12107Topics
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم الاسلاميالعالم الاسلامي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات