أمننا الوطني بين المناصحة والمسامحة
Date
2009-02-27xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300302Author
Abstract
كثير من الزملاء الكتاب، انتقدوا في صحفنا المحلية أداء لجنة المناصحة، التي تناصح المقبوض عليهم من المعتدين على أمن وسلامة الوطن سواء بالفعل أو المساندة والدعم، والذين سعوا ويسعون لقلب نظام الحكم وضرب مؤسساته الأمنية وزعزعة أمن البلاد وتخويف العباد، من المتشددين الإرهابيين. وقبل أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع، اسمحوا لي بأن أسميهم بما سماهم خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، الإرهابيين، فتسمية العلل بأسمائها ووصف المعتلين بصفاتهم التي اكتسبوها من أعمالهم، هي أولى علامات الجدية في مكافحتهم والقضاء عليهم، والتخلص من شرورهم وأذاهم.فأولى ميزات العلاج الناجح، هو معرفة المرض وتسميته باسمه، الكاشف عن علته والمعبر عنها. فلو سمينا سرطان المعدة، مثلاً، بوعكة باطنية، وأضعنا جهدنا ، بوصف المسكنات والمهدئات لعلاجه، لمات المرضى قبل أن نستأصله. ولذلك، فتسمية الإرهابيين ومسانديهم بالفئة الضالة، هو اجتهاد في غير محله. فالضال هو الذي يسلك طريقاً غير سوي، نتائجه تنعكس عليه شخصياً فقط، ولا تتعداه لغيره من الناس. وهذا النوع من الضالين، هم الذين يحتاجون منا للمناصحة، والذين قد تثمر معهم أو لا تثمر، ولكن يؤدي المجتمع الواجب تجاههم من التبليغ والدعاء لهم بالهداية.أما من ارتكب جرماً واعتداء على المجتمع وأمنه، وقتل وروع وخرب، ومن سانده ودعمه، فيجب أن يحاكم، وإذا تمت إدانته بجريمته، وصدرت في حقه الأحكام الشرعية المطابقة لجريمته، فيجب تنفيذها بلا تأخر أو تردد. وهذا بالتحديد ما نفعله مع أي مجرم اعتدى على حياة مواطن واحد أو على ماله أو عرضه، فما بالنا بمجرم ارتكب جرماً ضد جميع الوطن ومؤسساته وهدد أمن المواطنين أجمع، وارتكب جرمه هذا باسم أعز ما نملك، وهو ديننا الإسلامي الحنيف. فمن قال عنهم إنهم فئة ضالة، يذكرني بمن قال عن جماعة جهيمان، عندما اقتحمت أطهر وأقدس بقاع الأرض، الحرم الشريف، وأشهرت السلاح فيه وقتلت وروعت المصلين والآمنين، بــ( فئة أرادت الحق فجهلته!!). وفي الحقيقة، هم لم يكونوا غير فئة أرادت الشر وأصابته. ولم تتم مناصحتهم أو التفكير في ذلك، وإنما تمت محاكمتهم وإدانتهم بجرمهم هم ومن قدم لهم يد العون والمساندة، وتم تطبيق ما صدر في حقهم من أحكام شرعية وبدون تأخر أو تردد. ولو طالب آنذاك أحد بمناصحتهم، أعتقد بأنه كان سيحاسب حساباً عسيراً، أو على الأقل هو من كان سيحجز للمناصحة، وإفهامه بخطورة ما....
Publisher
صحيفة الوطنVideo Number
419051Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
0The name of the photographer
عبدالرحمن الوايليDate Of Publication
20090227Spatial
السعوديةالرياض - السعودية