رسالة من القلب إلى .. طيار مكة المكرمة
Date
30-11-2005xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14261028Author
Abstract
في ليلة تسع وعشرين من رمضان لهذه السنة وقبل الغروب وفي بيت الله الحرام في مكة المكرمة وعلى ذلك السطح الشريف الذين تطل منه على الكعبة المشرفة في منظر مهيب يبعث في النفس الإيمان والرغبة في الله جل جلاله أن يغفر الذنوب ويمحو السيئات، وقد استعدت الشمس لتتوارى خلف الأفق في حزن بالغ على فراق شهر رمضان. وقد استعد زوار بيت الله الحرام لتناول حبات من التمر يعقبونها بجرعات هنيئة من ماء زمزم الطاهر لتبرد عطش الصيام وقد تحوط الناس حول السفر وساد المكان جو مفعم بالإيمان مختلط بخيوط الشفق وبدموع الداعين وتلاوات القارئين، وقد توقعوا في الوقت أن تسكن كل حركة ويتوقف كل سائر فيعود كل رب أسرة إلى أولاد ليتناول طعام الإفطار معهم. وبينما الناس في سكونهم على ذلك السطح المهيب الوقور. وإذا بتلك الطائرة تجوب سماء مكة لتنظم حركة السير قبيل أذان المغرب بدقائق قليلة جدا ليخدم ضيوف الرحمن وعمار بيته العتيق، حينها تهامست إلى صاحبي الذي بجواري وتساءلنا، كيف يفطر هذا الطيار وهو يحلق في جو السماء؟ لقد أنسابت كلمات الإعجاب والإكبار لذلك الطيار الذي لبى نداء الواجب وأخذ يجوب الفضاء يخدم بيت الله ويسهل طريق القادمين إليه، قلت في نفسي، لك الله أيها الطيار المخلص. أين تفطر أيها الطيار الصادق؟ ومن يناولك جرعة الماء؟ من يلتف حولك ياطيار على سفرة الإفطار؟ يا طيار لقد كبرت في عيوننا وأنت تقوم بعملك بكل إخلاص وتفان وتركت شهوات نفسك من أجل خدمة بيت الله وضيوف الرحمن. ياطيار هنيئا لك لقد حزت على دعوات ضيوف الرحمن بأن يمنحك الله الصحة والعافية، لقد صدح المؤذن من بيت الله الحرام إذانا بغروب الشمس في ذلك اليوم وفي أشرف بقعة على وجه الأرض وتناول الصائمون إفطارهم في أطهر بقعة على وجه البسيطة وأنت ما زلت أيها الطيار محلق في السماء لتفك اختناقات السير وتسهل الوصول إلى الكعبة المشرفة، يالها من لحظة معبرة اختلط فيها مشاعر الإكبار وهمسات الدعاء الصادق وإحساس بالغبطة بأن أكرم الله أهل هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين، تحية وإكبار لك أيها الطيار ولكل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن الذين لا نعلمهم، ولكن الله سبحانه وتعالى يعلمهم، نسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء.