وماذا.. بَعْد هَدْم غَزّة؟!!..
التاريخ
2009-01-26التاريخ الهجرى
14300129المؤلف
الخلاصة
الاثنين, 26 يناير 2009يحيى عبد الرقيب الجُبيحي- بعد ثلاثة وعشرين يوماً من ممارسة المجازر الوحشية وقرابة ثلاثة الآف غارة جوية صهيونية.. ألقت قرابة مليون كيلوجرام من المتفجرات على مساحة لا تتعدى 360كم مربع.. لتصبح غزة بمثابة حقل تجارب لأحدث الأسلحة الأميركية والغربية المتطورة والمحرم استخدام بعضها دولياً عبر الفعل الصهيوني الحاقد!..- وبعد استشهاد أكثر من 1330وجرح أكثر من 5450 وهدم ثلاثة وعشرين مسجداً وآلاف المنازل وعشرات المدارس والمستشفيات ومقرات المنظمات الدولية والمدنية الإنسانية وغيرها.- وبعد ظهور حقائق عديدة.. والتي منها غياب رفاق حماس في معاركها الطاحنة.- وبعد انتهاء المظاهرات والصيحات العربية التي ينحصر نجاح جماهيرها بحُسن الركض في الشوارع وإجادة رفع أساليب الشجب والتنديد، وحرق الأعلام الإسرائيلية- التي جعلت من رجل أعمال إسرائيلي صغير- مليارديرا- حينما أقام معملاً لصنع الأعلام الإسرائيلية المصنوعة من نسيج قابل لسرعة الاشتعال ثم تصديره للعالمين العربي والإسلامي؟!..- بعد ما سبق ذكره ولا داعي لذكره.. انتهت حرب غزة.. ليعود الصحفيون والمسعفون ولجان الإغاثة وغيرهم إلى قواعدهم سالمين، وليدخل الجميع في عالم النسيان.. حتى ولو ظلت بعض المقالات الصحفية والتحليلات السياسية تُشيد بالصمود.. وبالحديث عن المعابر- واستخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دولياً وعن المصالحة الفلسطينية وغيرها.. - ... فماذا بعد هدم غزة؟!!...- وقبل الكلام المباح عن ذلك لابُد من التذكير أن حرب غزة.. بقدر ما أثبتت أن إسرائيل مجرد دولة نازية مجرمة.. من خلال تماديها في دمويتها المفرطة واحتقارها لإنسانية الإنسان ولكل القرارات والأعراف والمواثيق الدولية.. بقدر ما يرجع هذا التمادي إلى استمرار الوقوف الأميركي والأوروبي معها مادياً ومعنوياً!.. وآخر مثال لذلك.. سُرعة وصول بعض الزعماء الأوروبيين الأساسيين إلى شرم الشيخ.. لامتصاص الغضب العربي- المؤقت!- ثم لإنقاذ إسرائيل سياسياً بعد هزيمتها عسكرياً وأخلاقياً!.. والحيلولة دون محاكمة قادتها دولياً!..- مع أن المدعو لويس مورينو أُوكامبو- المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية والذي اتهم الرئيس السوداني- يتحداه أمثالي أن يفكر مجرد تفكير باتهام الثلاثي الفظيع «باراك- أولمرت- ليفني»!.. رغم قيامهم بحرب إبادة على غرار «الهولوكوست» عبر الصوت والصورة!.. وبشهادة منظمات وهيئات وشخصيات غربية!.. وما ذلك إلا لأن مثل هذه المحكمة وما يُسمى بــ(مجلس الأمن) وأمثالها إنما وجدت ضد العرب والمسلمين فحسب!..- إن ما يجب القول هنا بعد هدم غزة.. هو أنه يجب على حماس وباقي فصائل المقاومة التفكير ملياً بما حدث لأهل غزة!.. وكما لابُد من التفاهم الفلسطيني- الفلسطيني- خاصة بعد درس غزة القاسي.. رغم أن التراشق الإعلامي بين السلطة وحماس قد بدأ فور انتهاء الحرب؟!..- وأن أية معالجة دون رفع الحصار وفتح المعابر مع استمرار التشرذم الفلسطيني.. وعدم التوجه الدولي الجاد والمسؤول لحل جذري وعادل للصراع العربي- الإسرائيلي- ستظل معالجة مؤقتة!.. وستتكرر المجازر والانتهاكات وغيرهما...- وإذا كانت هناك حسنة من حرب غزة- فإنها تتمثل بخطاب ملك الإنسانية اليعربي الأصيل- خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- الذي كان صادقاً مع ذاته ومع غيره حينما حمل الجميع مسؤولية الوهن والضعف الذي أصاب التضامن العربي!.. وأعاد بخطابه الدفء إلى العلاقات العربية.. ثم توج ذلك بتقديم مليار دولار باسم شعبه وحكومته لإعادة إعمار غزة.. و»لمثل هذا.. فليعمل العاملون»!.* كاتب يمنيAljubaihi@hotmail.com
المصدر-الناشر
صحيفة المدينةرقم التسجيلة
421568النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
16714الشخصيات
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودايهود اولمرت
ايهود باراك
تسيبي ليفني
لويس مورينو اوكامبو
الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المعونة الاقتصادية السعودية
المؤلف
يحيى عبدالرقيب الجبيجيتاريخ النشر
20090126الدول - الاماكن
اسرائيلالسعودية
فلسطين
مصر
الرياض - السعودية
القاهرة - مصر
غزة - فلسطين