هل الماء حق أو حاجة إنسانية ؟

Abstract

هل الماء حق أو حاجة إنسانية ؟ احتفل العالم الأحد الماضي 22/3/2009م باليوم العالمي للماء، وذلك باختتام وإعلان نتائج المنتدى العالمي الثالث للماء في مدينة إسطنبول التركية بعد أسبوع كامل من الفعاليات والمناقشات المستمرة. ذلك المنتدى الذي شهد حضوراً تاريخياً غير مسبوق من حيث عدد الدول المشاركة أو من حيث الأفراد. فقد شاركت 155 دولة في المنتدى و(25) ألف شخص من مستويات حكومية متنوعة تصل إلى مستوى المدن ومن هيئات حكومية وأهلية متعددة، وذلك رغم أن من يقوم على المنتدى الذي يعقد مرة كل ثلاث سنوات هيئة أهلية تسمي نفسها (مجلس الماء العالمي) وتتخذ من مرسيليا في جنوب فرنسا مقراً دائماً لها. وتزامن مع انعقاد جلسات المنتدى صدور تقرير الأمم المتحدة عن مستقبل الماء في العالم، وتقرير آخر من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (الدول الصناعية) وكلها معتمة وتحذّر من مستقبل قاتم يتمثل في أن حوالي مليار إنسان في العالم لا يتمكنون حالياً من الوصول إلى مصدر مناسب لمياه صالحة ومستمرة، كما أن 2.5 مليار من 6.5 مليارات من سكان العالم حالياً لا تتوفر لديهم خدمات صرف صحي مناسبة ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 3.9 مليارات مع تزايد السكان الذي يصل إلى (80) مليوناً سنوياً ليرتفع بتعداد الجنس البشري إلى 9 مليارات نسمة بحلول 2050م. أما في 2030م فتقدر الأمم المتحدة أن نصف سكان العالم سيعيشون في مناطق (فقيرة) من حيث وفرة الماء الصالح للاستهلاك الآدمي. كما أن التقارير تشير إلى نواح أخرى مهمة بعضها بيئية يأتي في مقدمتها خطر الفيضان نتيجة للتغيرات المناخية المتوقعة وبعضها نتيجة للإهمال وعدم الجدية في استخدام المواد الكيميائية بطرق خاطئة في الزراعة وفي الاستخدامات الحضرية الأخرى وفي معالجة ماء الصرف الصحي مما أدى حتى الآن إلى نتيجة عجيبة تتمثل في أنه (من بين كل أربع مدن في العالم النامي هناك ثلاث مدن تستهلك منتجات زراعية ملوثة بماء الصرف الصحي غير المعالج بطريقة صحيحة).ولكن كل هذا لم يصل بالمنتدى إلى إقرار (حق) الإنسان في الماء في بيانه الختامي، وأصرت الدول النافذة فيه على الاستمرار في اعتباره (حاجة) إنسانية. وبالطبع فإن في مقدمة الدول التي تنكر هذا الحق تلك الدول الغنية بالأنهار والأمطار التي تخصص قطاع المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي وتتعامل معه كسلعة تجارية مدفوعة الثمن. ومن هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية....