في ثول انت هناك مع عالم متقدم

Abstract

في ثول أنت هناك مع عالم متقدم تجاهلنا حقيقة علمية لازمتنا منذ اكتشاف وجودها ومشينا خلف تداول ثقافة نظرية لم يعد في مقدورها أن تتحمل مزيداً من اضافات فهي بأي حال إرث معلومات ولا بأس في أن تكون صاحب مرجعية متفوقة بها لكن على أن تكون أولوية تحريك الحياة العلمية والاقتصادية لتلك الحقيقة التي بقيت مؤجلة الأهمية لأكثر من خمسين عاماً حيث هناك فرق بين بيع البترول وبين تعددية استثماراته صناعياً واقتصادياً.. بداهة نحن نعرف أن العربي ظل لأكثر من ألفي عام وهو ينزح من الجنوب إلى الشمال حتى حقق استيطانات نشرت العرق واللغة العربيين في شمال افريقيا حتى وُجد من يقول بأن أصل الطوارق عرب وكذلك شُك أيضاً في انتماء البربر وأن موريتانيا في كثير من مفردات اللهجة والممارسات الاجتماعية لا تختلف كثيراً عن النمط النجدي لكن أرض الجزيرة لم يكن فيها ما يشجع على الاستقرار وإنما استمرار الهجرات.. هذه حقيقة.. ومن بقي في أرضها شغلته حروب الاستيلاء على تجمعات الماء الموسمية أو الإنبات الشحيح لتربة الجفاف والملوحة.. مع أن تراجع الحضارات القديمة بدءاً من شرق آسيا وحتى وسط أفريقيا وجنوب أوروبا مثل حقيقة إخلاء مواقع الصدارة لحضارة التفوق التقني الذي برزت فيه كل من أمريكا واليابان وبريطانيا فإنه لم يكن يدر في خلد أحد بأن الحفاة الذين قطعوا آلاف الأميال بحثاً عن المعيشة وكتبوا في وميض البرق أرق الأشعار أملاً في غيث قادم.. أن هؤلاء قد فتحت أمامهم فرص المشاركة في التقنية الجديدة منذ بداية القرن العشرين.. أذكر وكنت طالباً في قسم الجغرافيا أن المرحوم عبدالله الطريقي ألقى محاضرة عن البترول ومشتقاته وصناعاته وتنوع عطاءاته الاقتصادية حتى إنه قال: كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول.. لقد تحمل العربي في شبه الجزيرة العربية كثيراً من المتاعب المعيشية ولم يكن يدري أن تحت حوافر الخيول التي كانت تركض به تنام ثروة العالم الجديدة.. كانت أضخم جنين حضاري امتلأ به جوف الأرض ثم أتى ليبحث عن مجتمع علمي تقني اقتصادي يستفيد من ايجابياته العديدة.. الوفيرة.. وفي عصرنا العلمي الراهن الذي يقوده.. الرجل الرائد.. الملك عبدالله بن عدالعزيز تتعدد مصادر التأسيس لبروز علمي اجتماعي متميز يقرب المسافات ما بيننا وبين نجوم الواجهة دفعاً بالمسار الحضاري إلى مواقع القفز نحو التفوق.. إذا كان العالم الثالث ينام على حقيقة أن من يفتقد وجاهات البروز العلمي والاقتصادي لا يستطيع إلا الهجرة من قبل متفوقيه أو التزاحم المعيشي في قاع العجز العام لأكثريته.. فإننا نؤهل أنفسنا لأن نكون جزءاً من العالم المتقدم.. ان جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول هي زمالة متقدمة علمياً مع مبادرات المدن الصناعية والتعدد المذهل لقوى الاقتصاد الكبيرة المستفيدة من تميز البترول كسابك مثلاً أو غيرها.. وإذا كانت جامعة الملك عبدالله هي لما فوق المرحلة الجامعية مما يعني تأهيل قدرات البحث العلمي الاكاديمي بقدرات متميزة ومتكاثرة فإن الأرضية الأكاديمية وفق مساعي تطوير التعليم قد وصلت بعدد الطلبة التابعين لجامعة الملك سعود إلى 68163طالباً - طبعاً مع فروعها - وبلغ أعضاء هيئة التدريس فيها 3452وأصبحت معظم المدن تحظى بكليات أكاديمية حيث بلغ عدد الجامعات 21جامعة حكومية و4 أهلية و17 كلية أهلية وعدد المبتعثين يصل إلى أكثر من 30 ألف طالب وطالبة.. إذاً فجامعة الملك عبدالله في ثول هي التتويج الأكاديمي العالي المستوى لما هو مطروح من تطورات حضارية علمية إنني لا أبالغ بادعاء الوصول إلى زمالة الأقوياء لكنني أرصد التأكيد على ممارسة خطوات التوجه إلى الأمام.. إلى هناك..