موعد مع المستقبل
Date
2009-09-05xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300915Abstract
موعد مع المستقبلرأي المدينةعندما صعد السوفييتي يوري جاجارين كأول انسان الى الفضاء على متن أول مركبة فضائية مأهولة في عام 1961 ، صرخ الأمريكيون أين علماؤنا؟ وطالب الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي وقتها بمراجعة برامج التعليم الأمريكية للحاق بالسوفييت في الفضاء الخارجي، وتعهد كيندي ببرنامج ينتهي بوضع أول انسان على سطح القمر قبل عام 1970.برنامج التعليم الأمريكي جرى تعديله، وخطة وضع أول انسان على سطح القمر جرى تنفيذها بدقة غير مسبوقة وقبل شهور من حلول العام ،1970.ولحظتها عندما خطا نيل أرمسترونج أول انسان يضع قدميه فوق سطح القمر، خطوته الأولى: قال عبارته الشهيرة: “إنها خطوة صغيرة لإنسان كبيرة للإنسانية”.واليوم عندما يخطو مائة طالب سعودي من بين أربعمائة من طلاب الدراسات العليا والباحثين من مختلف أنحاء العالم خطوتهم الأولى في جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية في ثول، فانما يبدأون خطوة صغيرة في مشوار كل منهم الشخصي، لكنها خطوة عظيمة لهذا الوطن نحو نهضة علمية حقيقية، تأخر العرب والمسلمون عنها طويلاً، الى أن جاء المليك المفدى ليضع هذا الحلم السعودي العربي الاسلامي الانساني على أرض الواقع هنا في ثول على ساحل البحر الأحمر.اليوم تبدأ الدراسة بجامعة ولدت عملاقة، بكل ما هيأته لها توجيهات خادم الحرمين الشريفين من إمكانات، تقنية وانشائية وعلمية فضلا عن أفضل العقول حول العالم لنقل المعرفة وتوطينها هنا بالمملكة على ساحل البحر الأحمر، واليوم تبدأ مسيرة وطن نحو الألفية الثالثة شريكا لا تابعاً، منتجاً للمعرفة لا مجرد مستهلك لمنتجاتها، مبدعا بحلول علمية باتت هي الثروة الحقيقية للأوطان، قبل النفط وبعده، فالإنسان هو المصدر الحقيقي للثروة، والبحث العلمي هو كلمة السر في الاقتصاد العالمي اليوم، وكلنا يعرف ويرصد، متوسطات الناتج القومي في دول أوروبية صغيرة تفوق اجمالي الناتج القومي لكافة الدول العربي مجتمعة لا لشيء إلا لأن هذه الدول قد أعطت مكانا ومكانة للبحث العلمي، ورصدت في ميزانياتها الأموال الطائلة لا لاقامة المنتجعات وتمضية الإجازات وانما لبناء المختبرات وتشجيع الباحثين.جامعة الملك عبد الله في ثول خطوة عظيمة في اتجاه استعادة أمجاد إسلامية غابرة في ساحات البحث العلمي، ومجالات خدمة الانسانية، وتعظيم قيمة الانسان، وإعلاء قدرة الوطن على حماية مكتسباته بسواعد وعقول أبنائه.