إنه سوء التقنين

Abstract

} ماحصل في كلية اليمامة لانريد أن يمر مرور الكرام ..، لابد من وقفة رسمية معه من الجهات المختصة لمساءلة كافة الأطراف لأن الأمر يرتبط بسمعة وطن ...، نعم الهيئة أخطأت وكلية اليمامة أيضاً أخطأت ولكن مساحة الخطأ يصعب تحديدها ...، الحقيقة والواقع يشهدان أن هناك أكثر من فعالية ثقافية واقتصادية بل وتعليمية تمت وفيها اختلاط دون أن يسيء أحد للآخر...، ولعل أبرز تلك المناسبات تأسيس جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين....، وبوجود نخبة كبيرة من رجالات الدولة ونسائها ...، وكان البرنامج ناجحاً بكل المقاييس وخرج الكل وهو يتطلع نحو عامين قادمين تحتفل فيهما نساء الوطن بجامعة حديثة تخرجهن من ظلمات المباني المستأجرة أو بقايا إخوتنا الطلبة الجامعيين...؟عموماً نعود لما حدث في كلية اليمامة وأتصور أن الحادثة تكشف ضرورة تقنين دور الهيئة وأيضاًً مسؤولية المؤسسات العلمية وغيرها في تنظيم البرامج مع الجهات المختصة...، مثلاً هل من حق الهيئة أن تمنع تلك الفعاليات أم أن دورها في الضبط كمؤسسة أمنية يرتبط بالجانب الأخلاقي أي حين حدوث انحراف ولاأعتقد أن تجمعات كبيرة تتيح للفرد السلوك السيئ وإلا فإننا مجموعة من الذئاب لابد من تهذيبها قبل افتتاح جامعات...، الخطورة فيما حدث في كلية اليمامة أنه سوف يتم توثيقه في محاضرات ستين جامعة بريطانية أي إن الانطباع عن المجتمع السعودي سيكون سيئاً....؟ أتصور أننا نحتاج لتقنين دور الهيئة التي باتت تخضع لمعايير فردية والدليل أن بعض الفعاليات المختلطة لاتجد رفضاً بل تتم دون تدخل من رجال الهيئة...، أيضاً السؤال الأهم ماهي حدود صلاحيات الهيئة حقيقة بات الأمر صعباً على الجميع نحن نفرح كثيراً بتواجدهم في الأسواق ولكن هل من صلاحياتهم مثلاًً التدخل في كل شيء...، كان لهم كلمة في العروض السينمائية أكثر من صوت وزارة الإعلام والثقافة..، كان لهم صوت قوي في معرض الكتاب أكثر من نفس الوزارة...، كان لهم صوت في مهرجان الجنادرية أقوى من جهة التنظيم..، لهم صوت قوي عند إصدار تراخيص المشاغل النسائية..، لهم صوت مؤثر عند إقامة أنشطة ترفيهية نسائية..، لهم صوت قوي يمنع دخول صغارنا لمدن الملاهي..، لهم صوت قوي يمنع الرياضة في مدارس البنات، لهم صوت قوي يمنع تنفيذ قرار وزارة العمل ببيع النساء لملابسهن الخاصة...، لهم صوت قوي في غير موقع... الإشكال ليس في وجود الهيئة بل أؤكد حاجتنا لها ولكن وفق تقنين ووفق وعي عند رجال الهيئة لأن الأمر حين يمس سمعة الوطن وأفراده لابد أن نقف، نعم احترام المواطن مهم وتوقع الحسن منه مهم ولانريد ان يمارس الجميع عملية المتابعة للمواطن وكأنه بات سيئاً ويحتاج للتربية الدائمة نريد تقنين دور الهيئة وأيضاً لابد من معرفة إطارها القانوني والإداري وإلا أصبح العمل أي عمل فلسفة فردية وليس مؤسسية...