الملك عبدالله .. حبٌ لم يُصنع في صناديق الاقتراع
التاريخ
2009-06-21التاريخ الهجرى
14300628المؤلف
الخلاصة
الملك عبدالله .. حبٌ لم يُصنع في صناديق الاقتراعصالح محمد الجاسر قبل ما يزيد على ربع القرن شرفت بأن أكون مرافقاً إعلامياً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في رحلة هدفها إصلاح ذات البين بين بلدين عربيين متجاورين، في تلك الرحلة السريعة أتيحت لي الفرصة أن أجري حواراً صحفياً مع الملك عبد الله بُث عبر وكالة الأنباء السعودية في حينه، وكان ـ حفظه الله ـ يؤكد فيه ـ كعادته دائماً ـ أهمية تنقية الأجواء العربية من أي خلافات، لأن هذا هو المنطلق لكل موقف عربي موحد يخدم قضايا الأمة. في تلك الرحلة فوجئت أن أحد البلدين اللذين زارهما الملك عبد الله كان يتخذ احتياطات غير طبيعية لحماية رئيسه، وصلت إلى حد منع الإعلاميين من دخول القصر الجمهوري، وإحالتهم إلى وكالة الأنباء الرسمية في ذلك البلد لأخذ ما يريدون من أخبار أو صور، فكان أن تساوينا وشعب ذلك البلد الذي لا يرى رئيسه إلا عبر وسائل الإعلام، أو عبر صوره التي تملأ الطرقات وتختلط بالشعارات التي تمجد الوحدة العربية، ولعل المرة الوحيدة التي استطاع فيها شعب ذلك البلد الاقتراب من رئيسه كانت حينما سيق الناس للخروج من أعمالهم للمشاركة في جنازته. وبالطبع ذلك الرئيس كان قد اعتاد مثل غيره من رؤساء دول العالم الثالث أن يجري انتخابات صورية يفوز بها وبنسبة تصويت عالية. أسوق هذه المقدمة للتدليل على أمرين الأول أنه من الخطأ أن يقاس مدى قبول الشعب لحاكمه بصناديق الاقتراع وما تفرزه من نتائج، فهذه وإن كانت أمراً مقبولاً في الدول المتقدمة التي تحكمها أنظمة تمنع تزوير الانتخابات أو شراء الأصوات, إلا أنها في العالم الثالث ومنه العالم العربي والإسلامي، لا تدل على حقيقة الوضع، بقدر ما تهدف إلى تجميل وجه النظام أمام وسائل الإعلام الغربية، أما النتيجة فهي محسومة سلفاً لمن تختاره القوى التي تحكم البلد، والشواهد لدينا كثيرة. أما الأمر الثاني، فهو أن هناك دولاً لا تهتم بما يرسمه الغرب من إطار يرى أن الديمقراطية والقبول الشعبي للحاكم لا يمر إلا عبره، فهناك نماذج أخرى بعضها امتداد لثقافات لا يمكن للغرب استيعابها، وبعضها قائم على توازنات هدفها حفظ أمن الوطن ومنجزاته، لا تجميله أمام وسائل الإعلام الغربي التي تنخدع بالانتخابات، ثم تفاجأ بما تراه من تزوير واعتراضات شعبية كبيرة على هذا التزوير. إن النهج الذي تختطه دولة من الدول ويحظى بالقبول الشعبي ويحقق للشعب الأمن والاستقرار والازدهار أمر يجب أن يكون هو ما تسعى إليه الدول حتى ولو لم يتوافق مع النظم الغربية، فالإنسان يريد أن يعيش حياة كريمة وينعم بالأمن والاستقرار ولا تهمه شكليات يمكن تجاوزها أو تزويرها. وفي بلادنا سارت القيادة على منهج لم تحد عنه منذ وضع المغفور له الملك عبد العزيز أسس هذا البلد، وهي أسس قائمة على علاقة ود وحب وتعاضد بين القيادة والشعب، تجعل الوصول إلى الحاكم وكبار المسؤولين أسهل من الوصول إلى مسؤول صغير في بعض الدول التي ترفع شعارات الديمقراطية، وهذه العلاقة ليست نسجاً من الخيال أو ادعاء من أجهزة إعلام، بل واقع مشاهد يعيشه الجميع عبر التواصل بين القيادة والشعب. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي نحتفي بمرور أربع سنوات على توليه مقاليد الحكم، أنموذج لما سار عليه ولاة الأمر في بلادنا من خلال قربه من شعبه وتواصله معهم وتلمسه حاجاتهم، بل تعامله مع قضايا الناس بعفوية وصدق حتى استحق عن جدارة عديدا من الألقاب التي تدل على مدى ما يتمتع به من إنسانية وقرب من قلوب شعبه، كما تميز بصدقه في تعامله مع القضايا العربية, فنراه يترفع عن كل إساءة مقدماً مصلحة الأمة العربية على الانتصار للنفس. إن ما تنعم به بلادنا من ترابط حقيقي بين القيادة والشعب يجعلنا في محل المسؤولية لنكون عيناً وعوناً لقيادة بلادنا حتى نستطيع أن نحقق ما نصبو إليه من عزة وسؤدد.
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
427302النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
5732الموضوعات
السعودية - الاحوال السياسيةاليوم الوطني
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم
المؤلف
صالح بن محمد الجاسرتاريخ النشر
20090621الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية