تفاؤل أوروبي بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون قريبا مصادرة فرنسية : باريس تسعى للتعاون العسكري مع المملكة و الاتحاد يخطط لزيادة التبادل التجاري

Abstract

علمت «عكاظ» من مصادر فرنسية ان باريس تسعى الى توقيع اتفاقية لتزويد المملكة بطائرات الميراج الفرنسية وسفن فرقاطة ويأتي ذلك في اطار تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين.. على حد قول هذه المصادر. وحول العلاقات السعودية الاوروبية العسكرية قالت المصادر: ان هناك اهتماماً كبيراً من الجانب الفرنسي كما جاء على لسان الناطق باسم الاليزيه الذي قال ان هذه العلاقات وطيدة وان زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى فرنسا ستعمل على تطوير هذه العلاقات في مجال تدريب الضباط والتبادل في اطار اللجان العسكرية المشتركة والقوات البحرية. في المقابل عبرت الاوساط الاوروبية عن اهتمامها الشديد بجولة الملك عبدالله التي تشمل كلاً من اسبانياً وفرنسا وبولندا معتبرة انها تعكس اهمية العلاقات السعودية الاوروبية لا سيما ان الاخيرة تأخذ بعين الاعتبار كون المملكة تلعب دوراً بارزاً على صعيد السياسة والاقتصاد العالميين فهي تشكل اكبر دولة مصدرة للنفط ولديها اكبر احتياطي للنفط في العالم، الى جانب اهتمام اوروبي بدبلوماسية الشراكة الاستراتيجية التي تنتهجها المملكة في ظل دعم العلاقات الثنائية. وأكدت الأوساط ان هذه الزيارة ستتناول عدداً من الملفات بينها عضوية المملكة في منظمة التجارة العالمية ومفاوضات التجارة الحرة بين الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي وحجم التبادل التجاري بين المملكة والاتحاد الاوروبي الى جانب ملفات سياسية وجهود المملكة في اطار قضايا الشرق الاوسط والشراكة الاوروبية. المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية ونائب رئيس المفوضية الاوروبية «فرهويجين» أكد لـ«عكاظ» ان الاتحاد الاوروبي مهتم بدعم العلاقات الاقتصادية مع المملكة خاصة ما يتعلق بالنفط. وقال: اننا نراقب باهتمام سياسة المملكة الرامية لدعم العلاقات الاستراتيجية مع الدول وهو امر سيكون له مصلحة كبيرة في العلاقات مع اوروبا مشيراً الى ان حجم التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية والاتحاد الاوروبي يقدر بـ27 مليار يورو سنوياً. كما نوه بأن الاتحاد الاوروبي استورد سلعاً من المملكة حسب تقارير العام 2006 بـ17.4 مليار يورو مشيراً الى انها تقدر بنسبة 20.9% وهو الأمر الذي ينبغي مراجعته وتحسينه وقال انه على قناعة من ان جولة خادم الحرمين الشريفين سيكون لها ردود فعل ايجابية جداً في هذا الاطار. وحول ما استوردته المملكة من دول الاتحاد الاوروبي حسب تقرير العام 2006 فقد وصلت حجم الواردات الى المملكة 23.5 مليار يورو مما يشير الى زيادة بنسبة 52.6% لصالح الاتحاد الاوروبي. من جهة اخرى اوضحت فيريرو فالدنر مفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية في تصريح لـ«عكاظ» انها على قناعة من ان العلاقات السعودية الاوروبية ستشهد تطوراً كبيراً في المرحلة القادمة لا سيما بعد التوصل الى اتفاق الشراكة الاوروبية الخليجية وأفادت بأن اجتماع الرياض الاخير الذي تم بين وزراء مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي يعتبر خطوة للأمام من اجل انهاء مفاوضات التجارة الحرة مشيرة الى ان اجتماع مرتقب سيعقد في بروكسل بهذا الشأن. وأفادت أن الساحة مهيأة في المملكة من اجل تحقيق التسهيلات للمستثمرين من الاتحاد الاوروبي وهناك بعض النقاط الفنية التي تتطلب مناقشتها بين الجانبين. في نفس الاطار قال وزير الاقتصاد الالماني ميخائيل في تصريح لـ«عكاظ» ان قوانين الاستثمار الجديدة في المملكة سهلت التعامل مع الشركات الاوروبية والاجنبية وافاد بأن سياسة الاتحاد الاوروبي تعمل على تأمين وصول الطاقة اليها من الخارج وبذلك تكون المملكة سوقاً هاماً في اطار تنويع مصادر الطاقة مؤكداً على تطوير العلاقات الاستراتيجية الاوروبية مع المملكة. وأفاد في نفس الإطار بأن الاتحاد الاوروبي يتطلع لتوقيع التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي وهناك بعض النقاط ما زالت مطروحة مثل مسألة الخدمات وسعر الغاز السعودي مضيفاً ان الاجتماع الأخير في الرياض تمكن من ازالة عقبات عديدة وقال اننا على قناعة من ان المملكة لها دور فعال في هذا الصدد لما تشكله من ثقل اقتصادي وسياسي في مجلس التعاون الخليجي حيث خطوة التوقيع ستمهد لتطوير العلاقات العربية الاوروبية بشكل عام كما انها ستدعم العلاقات الاوروبية الخليجية وعلى الأخص مع المملكة العربية السعودية باعتبار الاتحاد الاوروبي هو الشريك التجاري الاول للمملكة. كما أوضحت انجيلا ميركل رئيس الاتحاد الاوروبي في دورته الحالية والمستشارة الالمانية لـ«عكاظ» ان المملكة شريك تجاري هام لاوروبا كما انها شريك هام في عملية السلام في الشرق الاوسط.